واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ٤٠
ما نصه: واتاهم: أصله آتاهم، بالهمزة، ثم قلبت الهمزة واوا، والإيتاء معناه:
الإعطاء، أي: وافقوا المشركين على ما أرادوا منهم تقية، والتقية في مثل هذه الحال جائزة لقوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (1).
أما الطبري (ت / 310 ه‍) فقال: إن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر وقوم كانوا أسلموا، ففتنهم المشركون عن دينهم، فثبت على الإسلام بعضهم، وافتتن بعض.
ثم أخرج هذا المعنى عن ابن عباس (ت / 68 ه‍) أنه قال: وذلك أن المشركين أصابوا عمار بن ياسر، فعذبوه ثم تركوه، فرجع إلى رسول الله (ص) فحدثه بالذي لقي من قريش، والذي قال، فأنزل الله تعالى ذكره عذره.
كما أخرج ذلك عن قتادة (ت / 118 ه‍) أنه قال: إنها نزلت في عمار بن ياسر، أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر ميمون، وقالوا: أكفر بمحمد، فتابعهم على ذلك وقلبه كاره، فأنزل الله تعالى ذكره: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
وأخرج عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أنه قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي (ص)، فقال النبي:
كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان، قال النبي (ص) فإن عادوا فعد.
ثم عقب الطبري بقوله: فتأويل الكلام إذا: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره على الكفر، فنطق بكلمة الكفر بلسانه، وقلبه مطمئن بالإيمان،

(١) سنن ابن ماجة ١: ٥٣، 150 / باب 11، هامش رقم 1.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»