صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٠١
الخبر المزبور واضح الضعف بل يمكن القطع بفساده بأدنى ملاحظة والله أعلم. (1) أقول: مراد المحقق النجفي هو ان تفسير الشهيد الثاني كلام الأصحاب وانهم أرادوا بالصوم خصوص الامساك إلى العصر لا الصوم الاصطلاحي تفسير بعيد عن الواقع. إذ ظهور بل صراحة كلامهم يأبى عن هذا التوجيه والتفسير نعم لا ننكر وجود جمع غفير من فقهائنا صرحوا بان المراد بالصوم هو الامساك إلى العصر ويأتي قريبا أقوالهم ولكن هذا لا يعنى ارجاع جميع الكلمات إلى هذا التفسير.
كلمات القائلين باستحباب الامساك إلى العصر:
1 - قال الشهيد الثاني في شرح قول المحقق " والندب من الصوم... وصوم عاشوراء على وجه الحزن. " قال: أشار بقوله على وجه الحزن إلى أن صومه ليس صوما معتبرا شرعا بل هو إمساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الرواية وينبه على ذلك قول الصادق (عليه السلام): صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت وليكن فطرك بعد العصر، فهو عبارة عن ترك المفطرات اشتغالا عنها بالحزن والمصيبة وينبغي ان يكون الامساك المذكور بالنية لأنه عبادة. (2) 2 - قال المحقق الكركي في شرح قول العلامة في القواعد: " وعاشوراء حزنا " قال: اي صومه ليس صوما معتبرا شرعا بل هو الامساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الرواية فيستحب الامساك فيها إلى بعد العصر حزنا و صومه شعار بني أمية لعنهم الله سرورا بقتل الحسين (عليه السلام). (3)

١ - جواهر الكلام ١٧: ٨٩ - ١٠٩.
٢ - مسالك الأفهام ٢: ٧٨. أورد في المدارك على الشهيد بقوله: ذكر الشارح ان معنى الصوم على وجه الحزن: ان الصوم إلى العصر بغير نية الصوم كما تضمنته الرواية وهو مع بعده في نفسه مخالف لما نص عليه المصنف في المعتبر وغيره ٦: ٢٦٨.
٣ - جامع المقاصد ٣: ٨٦.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»