صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٦٥
وقال يزيد بن زريع: " من أتى مجلس عبد الوارث فلا يقربني ". (1) 7 - البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة عن أبي عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال: كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصوموه أنتم ". (2) نقاش دلالي أقول: هذا خلاف ما روي سابقا من أن اليهود كانت تصوم يوم عاشوراء، و بالتالي لم يتضح ولم يعرف أن اليهود هل كانت تصوم في هذا اليوم أم لا؟ ويفهم من العسقلاني: ان اليهود ما كانت تصوم يوم عاشوراء حيث قال: " فظاهره ان الباعث على الامر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام، وقد وردت رواية تصرح بان اليهود كانت تعظم هذا اليوم وتصومه كما في حديث أبي موسى: وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه.
وفي حديث مسلم: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا و يلبسون نسائهم فيه حليتهم وشارتهم - اي هيئتهم الحسنة - ". (3) اذن: يرد عليه ان مفاد هذا الحديث أن اليهود تعده عيدا، وهذا مناقض للحديث السابق: فرأى اليهود تصوم وقد فهم القسطلاني أيضا ما أوردناه، فقال:
قوله: " فصوموه أنتم " مخالفة لهم فالباعث على الصيام في هذا غير الباعث في الحديث ابن عباس السابق إذ هو باعث على موافقته يهود المدينة على السبب وهو شكر الله تعالى على نجاة موسى عليه السلام ". (4) وقد أجيب كسابقه بما لا يرجع إلى محصل وفيما يلي بعضه:

١ - ميزان الاعتدال ٢: ٦٧٧.
٢ - البخاري ١: ٣٤١. انظر الكامل في الضعفاء ٤: ١٧٢.
٣ - فتح الباري ٤: ٢٩٢.
4 - إرشاد الساري 4: 292.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»