صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٦٢
أقول: ومفاده ان أهل المدينة إلى عام 44 أو 57 بالهجرة وهي أيام الحجة الأولى أو الثانية لمعاوية (1) كانوا متفقين على عدم الاستحباب لأنهم كانوا يقولون بالوجوب أو الكراهة أو الحرمة، كما هو نص الخبر، فحينئذ قوله: " أنا صائم " ان كان من كلام معاوية فيكون استحباب الصوم وفضله يوم عاشوراء سنة أموية لا محمدية.
وان كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يرى أهل المدينة خلاف ذلك إلى عام 57 أو 44 عام حج معاوية مع أنهم كانوا أقرب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من معاوية الذي أسلم عام الفتح ولم يصاحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريم الا أياما قلائل فكيف يكون هو اعرف بالسنة من أهل المدينة؟! فتأمل.
ب - وقال العسقلاني: قوله: " أين علماؤكم؟ " في سياق هذه القصة اشعار بان معاوية لم ير اهتماما بصيام عاشوراء، فلذلك سأل عن علمائهم أو بلغه عمن يكره صيامه أو يوجبه ". (2) أقول: على الاحتمالين - الكراهة أو الوجوب - تكون الرواية ظاهرة في خلاف ما يدعى من الاجماع على الاستحباب المؤكد، وذلك لوجود من يقول بالكراهة أو الوجوب، كما أشار إليه العسقلاني.
6 - البخاري: " حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، حدثنا عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فانا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه ". (3)

.
١ - عمدة القاري ١١: ١٢١.
٢ - فتح الباري ٤: ٢٩٠.
٣ - البخاري ١: ٣٤١. مسند الحميدي ١: ٢٣٩ / ح 515. الدارمي 2: 36 / ب 46 / ح 1759. أبو داود 2: 326 / ح 2444. ابن ماجة 1: 552. مصنف عبد الرزاق 4: 288 و 290 / ح 7848.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»