صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٦٨
من هو ابن مسعود؟
قال الذهبي: " هو الامام البحر فقيه الأمة كان من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين شهد بدرا وهاجر الهجرتين... ومناقبه غزيرة، روى علما كثيرا. اتفقا له في الصحيحين على أربعة وستين وانفرد له البخاري باخراج أحد وعشرين حديثا ومسلم باخراج خمسة وثلاثين حديثا وله عند بقي بالمكرر ثمانمائة و أربعون حديثا وكان معدودا في أذكياء العلماء... وانه أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وانه كما عن الأنصاري ما اعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ترك أحدا اعلم بكتاب الله من هذا القائم ونسب إلى علي (عليه السلام) أنه قال فيه: فقيه في الدين عالم بالسنة ونسب إليه أيضا أنه قال: إنه علم الكتاب والسنة، ثم انتهى.
وعن أبي موسى: لا تسألوني عن شئ ما دام هذا الحبر بين أظهركم، وعنه أيضا: مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل السنة.
وعن أبي وائل: ما أعدل بابن مسعود أحدا.
وعن الشعبي: ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما لا أفقه صاحبا من عبد الله.... " (1) أقول كيف يترك العامة قول من هو عندهم فقيه الأمة وروى علما كثيرا وانه عالم بالسنة وفقيه في الدين ويقال بأن الأمة أجمعت على الاستحباب وترك قول ابن مسعود وابن عمر؟!! وكيف يتلاءم هذا مع مبناهم وأصولهم!!
و أما عندنا، مختلف فيه، فعن المرتضى: لا خلاف بين الأمة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه ومدح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له وثنائه عليه وانه مات على الحالة المحمودة. (2)

١ - سير أعلام النبلاء ١: ٤٦١ - 500.
2 - الشافعي 4: 283.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»