يرد عليه: نقاش دلالي، ونقاش سندي:
اما الدلالي:
أولا: مفاد هذا الحديث ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كان يصوم قبل قدومه المدينة، بل اخذه من اليهود بعد قدومه، وصدقهم في ذلك، وما كان يعلم بهذا النوع من الصيام و هذا ينافي ما روى أنه كان يصوم في الجاهلية...
ثانيا: ظاهر الخبر بقرينة الفاء " قدم المدينة فرأى " ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قدومه المدينة وجد اليهود صياما يوم عاشوراء فهذا النص صريح أو ظاهر في المفاجأة مع أن قدومه المدينة كان في شهر ربيع الأول.
ثالثا: ان اخبار اليهود غير مقبول فكيف يعمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بخبرهم؟ وقد أجيب عن الثاني بما فيه تكلف وتمحل ظاهر. وفيما يلي بعض ذلك:
1 - ان المراد؛ ان أول علمه بذلك وسؤاله عنه كان بعد أن قدم المدينة لا انه قبل أن يقدمها علم بذلك وغايته ان في الكلام حذفا تقديره: قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة فأقام إلى يوم عاشوراء، فوجد اليهود فيه صياما.
ب - يحتمل ان يكون أولئك اليهود كانوا يحسبون يوم عاشوراء بحساب السنين الشمسية فصادف يوم عاشورا بحسابهم اليوم الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد استبعد العسقلاني (1) هذا الاحتمال كما تأمل فيه العيني (2) اذن " الفاء " صريحة أو ظاهرة في المفأجاة، والنص يأبى هذه التقديرات و التكلفات.
وقد أجيب عن الاشكال الثالث بتأويلات لا ترجع إلى محصل، وفيما يلي بعضها: