صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٥٨
عليه حديثه لأهل العراق. (1) أقوال وتعاليق:
1 - قال العيني: قوله: " تصومه قريش في الجاهلية ": (2) يعنى قبل الاسلام، و قوله: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصومه " اي قبل الهجرة، وقال بعضهم: إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه، وإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصومه في الجاهلية أي قبل أن يهاجر إلى المدينة.
قال: هذا الكلام غير موجه، لان الجاهلية انما هي قبل البعثة، فكيف يقول: وإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصومه في الجاهلية، ثم يفسره بقوله: اي قبل الهجرة، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام نبيا في مكة ثلاث عشر سنة، فكيف يقال: صومه كان في الجاهلية؟ ". (3)

١ - ميزان الاعتدال ٤: ٣٠١.
٢ - قال زين الدين الحنفي: " روى من حديث ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه قال: ليس يوم عاشورا باليوم الذي يقوله الناس إنما كان يوما يستر فيه الكعبة وتقلس (الضرب بالدف والغناء) فيه الحبشة عند رسول الله صلى عليه وآله وسلم!! وكان يدور في السنة فكان الناس يأتون فلانا اليهودي فيسألونه، فلما مات اليهودي أتوا زيد بن ثابت فسألوه، المعجم الكبير ٥: ١٣٨ / ح ٤٨٧٦. وهذا فيه إشارة إلى أن عاشوراء، ليس هو في المحرم، بل يحسب بحساب السنة الشمسية كحساب أهل الكتاب، وهذا خلاف ما عليه عمل المسلمين قديما وحديثا. لطائف المعارف: ١٩٠.
قال الحافظ: وسنده حسن، قلت: ظفرت بمعناه في كتاب الآثار القديمة لأبي الريحان البيروني فذكر ما حاصله: ان جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم فالسنة عندهم شمسية لا هلالية، قلت: فمن ثم احتاجوا إلى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك. فتح الباري ٤: ٢٤٨. وفي هامش مجمع الزوائد: معناه ان زيد بن ثابت كان يذهب إلى أن عاشوراء يوم في السنة لا أنه اليوم العاشر من المحرم، وكان من كان على رأيه في ذلك يسألون رجلا من اليهود ممن عنده علم من الكتاب الأول عن ذلك اليوم بعينه من طريق الحساب فكان يخبرهم، فلما مات كان علم حساب ذلك عند زيد بن ثابت فكانوا يسألونه عنه، وهي مسألة غريبة جدا. مجمع الزوائد ٣:
١٨٧
.
٣ - عمدة القاري ١١: ١٢١.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»