حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ٥٠
شئ لم يحرمه الشرع حلال!
5 - رعاية التدرج: إنه من نعمة الله علينا أن يمرننا على التكاليف. فلم يحرم الله الخمر مثلا دفعة واحدة؟ بل عبر ثلاث مراحل لكي لا يصعب على المؤمنين تركها. يقول علي بن أبي طالب: لو حرمت الخمر في البدء لما امتنعنا عن شربها.
والغاية من هذه المصالح هو تحقيق الأهداف التالية:
1 - حفظ النفس 2 - حفظ المال 3 - حفظ الدين 4 - حفظ العقل 5 - حفظ النسل علينا ألا ننسى ما لهذه الأهداف من أهمية؟ فإن الأوامر والنواهي كلها يمكن تبريرها من خلالها. وهي تشبه بجهاز لا يقدم فقط الأمر والنهي؟ بل يؤهل الفرد أيضا لإصدار حكم في قضية ما. ومن هنا يجب أن يمنع أي نشاط تبشيري في البلدان الإسلامية إذ يخل التبشير بهذه الأهداف كلها. فهو يسمم النفس؟ ويمهد للاستعمار الطريق؟
ويسلب المسلمين أموالهم؟ ويهتك بالدين ومقدساته؟ ويصيب المسلمين بالشلل الروحي والجنون بواسطة أفكار غريبة ويملي عليهم بحد النسل.
إذا الهدف الأخير للشريعة حفظ الأمة ونشر الإسلام الذي يؤدي في النهاية إلى تأسيس ملكوت الله في الأرض كما يفهمه المسلم.
المذاهب الأربعة:
لقد تطور الفقه الإسلامي في أواسط القرن الثامن ونضج؟ حيث كان من المحتم أن يتوزع بين مذاهب مختلفة. لم يبق من الفرق العديدة والنزعات المتنوعة التي ظهرت حينذاك إلا أربعة مذاهب سنية ومدرسة شيعية. كما رأينا سابقا أن أهم الأعمال الفقهية للشريعة ألفت في هذه الحقبة الزمنية. كل ما كتب وأضاف علماء الشريعة فيما بعد كان عبارة عن الشروح والحواشي. كان لكل مدينة آنذاك
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»