حقوق أهل الذمة في الفقه الإسلامي - تامر باجن أوغلو - الصفحة ٥٩
البغيض ولم نسع إلى استضاءة أنفسنا وغيرنا من القرآن والسنة فقط؟ فليس للإسلام في الهند مستقبل.
كان سيد على خان متأثرا بالتفسير الحديث إلى حد بعيد؟ حيث حاول أن يجد لكل اختراع في عالم العلم آية في القرآن تخبرنا بذلك؟ مما جلب انتقاد المسلمين الشديد. هذه النزعة الغريبة التي تبحث عن وصفة مفصلة في القرآن لكل ما استجد في ميدان العلوم تجد حتى في أيامنا هذه أتباعا لها. أظن أن عدم وجود معجزات أو خوارق للعادة في حياة النبي محمد هو السبب الأساسي لهذا التحري الدؤوب. فإن الأخبار التي تنسب إلى محمد والتي تنقل لنا ما تم على يديه من معجزات مشكوك في أمرها؟ والأحاديث بهذا الشأن أغلبها ضعيفة وموضوعة.
أما عميد كلية الأزهر السابق الشيخ محمد عبده فتجرأ وقال إن الإسلام لا يناقض العقل؟ ما لم يتجاوزا حدودهما! فهو كان أكثر واقعيا من علي خان. لقد قوبلت آراء عبده المنفتحة بل الثورية في مجال الشريعة والتي أوردها في دروسه ومجالسه بأسلوب لين وبترحاب؟ ووجدت أتباعا لها بين المثقفين. وليس من المشجع أن نرى أن ما كان من الممكن في أوائل العشرينات من هذا القرن؟ قد يستحيل علينا اليوم ونحن على عتبة القرن الحادي والعشرين!
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59