الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٢٧ - الصفحة ٨٢
وقال مالك: لا يتعوذ في المكتوبة، ويتعوذ في قيام شهر رمضان إذا قرأ.
وحكى أبو بكر بن أبي داود في شريعة القارئ عن إبراهيم النخعي، ومحمد بن سيرين: أنهما كانا يتعوذان بعد القراءة.
دليلنا: قوله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله، وهذا عام في جميع المواضع.
وأيضا إجماع الفرقة. وروى أبو سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقول: قبل القراءة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
مسألة 77: كيفية التعوذ أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة، وبه قال الشافعي في الأم، وهو مذهب أبي حنيفة.
وقال سفيان الثوري في جامعه: يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم.
وقال الحسن بن صالح بن حي: يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وروي ذلك عن محمد بن سيرين.
وقال مالك: لا يتعوذ إلا في قيام شهر رمضان، ويتعوذ بعد القراءة، وبه قال أبو هريرة.
دليلنا: إن ما اعتبرناه لفظ القرآن، لأن الله تعالى: قال: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فمن أثبت غير ذلك من الألفاظ يحتاج إلى دليل.
مسألة 78: التعوذ مستحب في أول ركعة دون ما عداها.
وقال الشافعي فيه قولان، أحدهما مثل ما قلناه.
والثاني: أنه في كل ركعة إذا أراد القراءة، وعلى الأول أكثر أصحابه، وبه قال ابن سيرين.
دليلنا: إن ما اعتبرناه مجمع عليه وتكراره في كل ركعة يحتاج إلى
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»