نصائح وارشادات، ويدفعهم لمراجعة نفوسهم وسلوكهم، واصلاحها حياء أو قناعة في مقابل الاحسان إليهم.
فقد استطاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤثر على الكثيرين ويوجههم للانتماء إلى الاسلام بالاحسان إليهم، فقد أسلم مالك بن عون كبير هوازن لاحسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه وأسلم عدي بن حاتم وأخته بسبب الاحسان إليهم (1).
وقدم رجل المدينة وكان يبغض عليا عليه السلام فقطع به، ولم يكن له زاد ولا راحلة ، فشكا ذلك إلى بعض أهل المدينة، فقال له: عليك بحسن بن علي، فقال الرجل: ما لقيت هذا إلا في حسن وأبي حسن، فقيل له: فإنك لا تجد إلا خيرا منه، فأتاه فشكا إليه، فأمر له بزاد وراحلة، فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته، وقيل للإمام الحسن عليه السلام: (أتاك رجل يبغضك ويبغض أباك فأمرت له بزاد وراحلة)؟!
، قال عليه السلام: أفلا اشتري عرضي منه بزاد وراحلة؟ (2).
رابعا: التعايش مع الناس:
من أهم الصفات التي تجعل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قادرا على الاصلاح والتغيير هي عدم الانعزال عن الناس، لان التكليف وأداء الواجب لا يقتصر على إلقاء الخطب في مجالس محدودة، وإنما هو حركة وعمل دؤوب في وسط الناس، يشاركهم في أعمالهم، ويعيش معهم كواحد منهم يفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم، ويكون شريكا لهم في