أنف، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته (1).
فالظروف والمصلحة الاسلامية هي التي تحدد الموقف العملي من تغيير المنكر، فقد يؤدي استخدام القوة أحيانا إلى إلحاق الضرر بالاسلام والمسلمين فلا يجب بل لا يجوز استخدامها، ويجب أن تؤجل إلى الظرف المناسب، وقد يؤدي التخلي عن استخدامها إلى الحاق الضرر بالاسلام والمسلمين، فيجب النهوض بها، كما هو الحال في تنوع مواقف أئمة أهل البيت عليهم السلام من رؤوس المنكر وأجهزتهم الممتدة في المجتمع الاسلامي، بين هدنة وحركة ملحة، واعداد العدة للظرف المناسب.
2 - المراحل العلاجية اللاحقة لوقوع المنكر:
إن اتخاذ الموقف من المرتكبين للمنكر، وتصنيفه أو توزيعه على مراحل، يعتمد على اكتشاف الواقع وإدراكه، وليس على وضع مراحل نظرية متدرجة، فالظرف والواقع الذي يعيشه المكلف ويعيشه المرتكب للمنكر، ونوعية المنكر كما ونوعا، ومن حيث التكرار وعدمه، كل ذلك له مدخلية في تحديد المراحل والخطوات.
وللوهلة الأولى تحدد هذه المراحل من خلال استقراء مسيرة المصلحين والمغيرين على طول التاريخ، والتي تكون قريبة من الواقع:
1 - اظهار الكراهية والتعريف بالمنكر: اظهار الكراهية للمنكرات والموبقات المرتكبة يساهم في ردع المرتكب لها، أو على الأقل التستر بها كخطوة أولى، واظهار الكراهية يبدأ بالوجه ثم باللسان الكاشف عن