وبالتعاون على أداء المسؤولية تتحقق العزة للمؤمنين، بأن يكونوا أقوياء متماسكين متآزرين، مرتبطين بمصدر القوة والعزة وهو الله تعالى.
وإذا تخلوا عن هذه المسؤولية، فإنهم سيعيشون في ذل مستسلمين لغيرهم لا يقوون على النهوض، ويفقدون مصدر الاسناد كأمر طبيعي لمخالفة أوامره تعالى.
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم (1).
ولأهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مدح الله تعالى في كتابه العزيز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر - كما تقدم - وجعله سببا للفلاح والصلاح.
ولأهميته أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته على فضائله، وعلى فضائل القائمين به، وفيما يلي نستعرض جملة من هذه الفضائل:
فضائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الاسلام ليس مجرد تفكير وتدبر، وليس مجرد خشوع وتذلل لله تعالى، وليس مجرد التوجه إلى الله تعالى للفوز بالجنان والنجاة من النيران، بل هو - مع ذلك - العمل الايجابي الذي ينشأ عن هذا التفكير وعن هذا الخشوع وهذا التوجه، ليكون كل ذلك واقعا حركيا ملموسا، ولا يتحقق ذلك إلا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يهيئ الأجواء لتحويل النظرية والمفاهيم العقائدية والقيم التشريعية والسلوكية