الآخرة (1).
وقال الامام أمير المؤمنين عليه السلام: من سالم الناس كثر أصدقاؤه وقل أعداؤه. المداراة أحمد الخلال. رأس الحكمة مداراة الناس (2).
وتتمثل المداراة بتكليم الناس على قدر عقولهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (3). وأن يتحدث المكلف بكلام مفهوم من قبل الجميع بلا حاجة إلى استخدام العبارات الغامضة، والمصطلحات غير الواضحة، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أحسن الكلام ما زانه حسن النظام، وفهمه الخاص والعام (4).
ومن المداراة اختصار الكلام وعدم التطويل المؤدي إلى الملل، قال أمير المؤمنين عليه السلام: الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل.
أقل المقال، وقصر الآمال، ولا تقل ما يكسبك وزرا وينفر عنك حرا (5).
ومن مصاديق المداراة، مراعاة الدوافع النفسية للانحراف، ومراعاة الضعف البشري وعدم ترتيب الأثر في بعض الحالات، فحينما سرب حاطب بن أبي بلتعة أخبار مسير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفتح مكة إلى قريش دعاه صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: يا حاطب، ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول