أحكام المرأة المفقود عنها زوجها في المذاهب الخمسة - أحمد فاضل سعدون الجادري - الصفحة ٤٤
ما ورد عن عمر بن الخطاب وقد روي بطرق متعددة قال البعض أنه روي عنه " من ثمانية وجوه " (1).
فقد أخرج عبد الرزاق بسنده في الفقيد الذي فقد، وقال " دخلت الشعب فاستهوتني الجن فمكثت أربع سنين فأتت امرأتي عمر بن الخطاب فأمرها أن تتربص أربع سنين من حين رفعت أمرها إليه ثم دعا وليه: أي ولي الفقيد فطلقها ثم أمرها أن تعتد أربعة أشهر وعشرا، ثم جئت بعدما تزوجت فخيرني عمر بينها وبين الصداق الذي أصدقتها " (2) ورواه ابن أبي شيبة عن عمر ورواه البيهقي وقصة المفقود أخرجها البيهقي وفيها أنه قال لعمر لما رجع: إني خرجت لصلاة العشاء فسبتني الجن فلبثت فيهم زمنا طويلا فغزاهم جن مؤمنون أو قال مسلمون فقاتلوهم وظهروا عليهم فسبوا منهم سبايا فخيروني بين المقام وبين القفول، فاخترت القفول إلى أهلي، فأقبلوا معي فأما الليل فلا يحدثوني، وأما النهار فاعصار ريح أتبعها، فقال له عمر: فما كان طعامك فيهم؟ قال: الفول وما لا يذكر اسم الله عليه، قال فما كان شرابك؟ قال: الجدف " (3).
إلا أن هذه الطرق لم تسلم من المناقشة فقد أشكل عليها أهل السنة أنفسهم ففي أحد الطرق يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي القرشي ورغم توثيقه إلا أنه لم يعاصر عمر بن الخطاب ولم يره فيكون في الخبر انقطاع " (4).
" وفي طريق آخر أخرج ابن الدنيا هذا الخبر باسناد آخر: حدثني إسماعيل بن إسحاق حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا من.. الرواية " وفي الاسناد أبو نضرة " وليس كل أحد يحتج به وأورده العقيلي في

١ - المبدع في شرح المقنع ج ٨ ص ١٢٨.
٢ - سبل السلام، ج ٣ ص ٢٥٨.
٣ - نفس المصدر.
٤ - المجموع ج ١٨ ص ١٥٨.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»