شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٣١
في الثريا، لناله رجال من فارس).
(فاعتبر) أي النبي، صلى الله عليه وسلم: (الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع) بفتح (الباء)، أي الرين. إشارة إلى قوله: (وطبع الله على قلوبهم). كما قال: (كلا، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
(فكذا ما جاؤوا به من العلوم) أي، فكذا حال ما جاء الأنبياء به من العلوم والحقائق (جاؤوا به) أي، جاؤوا بما جاؤوا به (وعليه خلعة أدنى الفهوم.) أي، وعليه خلعة ولباس يفهمه من له أدنى فهم (ليقف من لا غوص له عند الخلعة) أي، الصورة الظاهرة. فلما استعار لها لفظ (الخلعة)، رشح بقوله: (فيقول: ما أحسن هذه الخلعة قد ويراها غاية الدرجة. ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا) أي، المعطى له (هذه الخلعة من الملك. فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.) وهذا مثال لعلماء الظاهر والباطن. والخلعة مثال لظاهر الآيات والأخبار، فإن صاحب أدنى الفهوم يقف على ظواهرها، ولا يغوص في قعر بحرها، وصاحب الفهم الدقيق يستخرج منه لآلئ المعاني ودرر الحكم والمعارف.
(ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وفي أمتهم من هو بهذه المثابة،
(١١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1126 1127 1128 1129 1130 1131 1132 1133 1134 1135 1136 ... » »»