شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٩٧
باقي المجالي وهو عين الضلال.
(وإن كان أصغر منه في السن. ولذلك) أي، ولأجل أنه كان مربيا لهارون، عليه السلام. (لما قال له هارون ما قال، (4) رجع إلى السامري فقال له: (فما خطبك يا سامري؟)) أي، ما شأنك وما مرادك؟ أي لذلك رجع موسى إلى السامري.
فقوله: (لما قال له هارون ما قال) جملة اعتراضية (يعنى فيما صنعت من عدو لك إلى صورة العجل على الاختصاص، وصنعك هذا الشيخ من حلي القوم) وتركك الإله المطلق الذي هو إله العالمين (حتى أخذت بقلوبهم من أجل أموالهم، فإن عيسى يقول لبني إسرائيل: يا بنى إسرائيل، قلب كل إنسان حيث ماله، فاجعلوا أموالكم في السماء، تكن قلوبكم في السماء.) والأموال السماوية هي العلوم والمعارف والأعمال الصالحة الكاسبة للتجليات الإلهية والسعادات الأبدية.
(وما سمى (المال) مالا إلا لكونه بالذات تميل القلوب إليه بالعبادة.
فهو المقصود الأعظم المعظم في القلوب لما فيها من الافتقار إليه.) أي، إلى المال.
(وليس للصور بقاء، فلا بد من ذهاب صورة العجل لو لم يستعجل موسى بحرقه. فغلبت عليه الغيرة، فحرقه ثم نسف رماد تلك الصورة في اليم نسفا، وقال له: (أنظر إلى إلهك). فسماه إلها بطريق التنبيه للتعليم.) أي، نبه أنه مظهر من المظاهر ومجلى من مجاليه. (لما علم أنه بعض المجالي الإلهية (لأحرقنه).) أي، قال: أنظر إلى إلهك لنحرقنه ولننسفنه في اليم نسفا. (فإن حيوانية الإنسان لها التصرف في حيوانية الحيوان، لكون الله سخرها للإنسان ولا سيما وأصله) أي، وأصل العجل، (ليس من حيوان) أي، ولا سيما في شئ أصله ليس حيوانا، لأن العجل المعمول من الحلي ما كان حيوانا أصليا.
(فكان) أي، العجل. (أعظم في التسخير) أي، في قبول التسخير. (لأن غير الحيوان ماله إرادة) حتى يحصل منه الإباءة والامتناع لما يريد الإنسان. (بل هو بحكم من يتصرف فيه من غير إبائه.) أي، امتناع.

(4) - أي (لا تأخذ بلحيتي).
(١٠٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1092 1093 1094 1095 1096 1097 1098 1099 1100 1101 1102 ... » »»