يدعوه.) أي، ومن ذلك القبيل المذكور - وهو قوله: إن الأمر منقسم إلى مؤثر و مؤثر فيه - قوله تعالى: (أدعوني أستجب لكم) و (أجيب دعوة الداع). لأن أمر الوجود منقسم إلى مؤثر ومتأثر: والداعي هو القابل المتأثر، والمجيب هو الفاعل المؤثر. وكما أن الفاعل لا يكون فاعلا إلا بالقابل، كذلك لا يكون المجيب مجيبا إلا إذا حصل من يدعوه. وذلك إشارة إلى قوله: إن الأمر منقسم.
و (كان) في قوله: (إلا إذا كان من يدعوه.) تامة.
(وإن كان عين الداعي عين المجيب، فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.) (16) أي، لا شك أن الإجابة والاستجابة لا يمكن إلا بين عينين متغائرين بالحقيقة، أو بالصورة. فإن كان عين الداعي بعينها عين المجيب في الحقيقة، فلا بد من اختلاف الصور ليكون أحدهما داعيا والآخر مجيبا. فهما، أي الداعي والمدعو صورتان بلا شك، فوحدتهما حقيقة مستندة إلى الواحد الأحد