في الأزل. و (المؤثر فيه) هو أعيان العالم، لأنها محل ولايات الأسماء ومظهرها.
وإنما جعل انقسام الأمر إليهما روح هذه الحكمة، لأن بين العلة والمعلول لا بد من مناسبة رابطة بينهما، وتلك المناسبة هي المؤانسة الثابتة بين الحق والعالم.
(فإذا ورد) الوارد الإلهي (فألحق كل شئ بأصله الذي يناسبه.) أي، إن كان الوارد عن الحضرة الإلهية، كالوجود والعلم والقدرة وأمثال ذلك من الكمالات الإلهية، فألحق إليها. وإن كان عن حضرة أعيان العالم، كالفقر والاحتياج والإمكان وغير ذلك من النقائص الكونية، فأسند إلى العالم.
(فإن الوارد أبدا لا بد أن يكون فرعا عن أصل) وأصل كل شئ هو الكلى الذي يناسبه جزئية المتفرع عليه، (14) لذلك قال: (كما كانت المحبة الإلهية عن النوافل من العبد.) إذ النوافل من العبد هي الكمالات التي ظهر بها العبد و أقامها، فلا جرم استلزمت المحبة الإلهية التي هي أيضا كمال وسبب لحصول