شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٦٦
والغنى الصمد، وكثرتهما صورة مستندة إلى كثرة أسماء الأعيان الواقعة في حظيرة الإمكان.
(وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد.) أي، وتلك الصور التي في المظاهر الإلهية والكونية كلها كصور الأعضاء للحقيقة الجسمية الظاهرة في شخص زيد، إذ الحقيقة الجسمية واحدة، وصورها الحاصلة عليها متعددة.
(فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده) أي، صورة يده (ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه. فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور، الواحد بالعين وكالإنسان بالعين.) عطف على قوله: (كالأعضاء).
أي الصور التي يظهر الحق فيها كثيرة مع أحدية عينه، كتكثر صور أفراد الإنسان مع أن عين الإنسان (واحد بلا شك. ولا شك أن عمروا ما هو زيد) صورة، ولا صفة. (ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا يتناهى وجودا.
فهو) أي، الإنسان (وإن كان واحدا بالعين) أي، بالحقيقة والعين الثابتة الإنسانية (فهو كثير بالصور والأشخاص. وقد علمت قطعا، إن كنت مؤمنا، أن الحق عينه.) (عينه) تأكيد (للحق). أي، الحق عينه (يتجلى يوم القيامة بصورة، فيعرف، ثم يتحول في صورة، فينكر. ثم يتحول عنها في صورة، فيعرف.) كما جاء في الحديث الصحيح. (وهو هو المتجلي - ليس غيره - في كل صورة.) أي، والحق هو المتجلي في هذه الصور المعروفة المقبولة والمنكرة المجهولة.
(ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: وكأن) بتشديد (النون). وفي بعض النسخ: (فكانت) (العين الواحدة) التي هي الذات الأحدية (قامت مقام المرآة) التي يظهر فيها الصور المختلفة باختلاف صور الناظرين. (فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله، عرفه وأقر به. وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره، أنكره. كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره: فالمرآة عين واحدة، والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة) أي، والحال أنه ليس في المرآة صورة أصلا. (مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه،
(١٠٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1061 1062 1063 1064 1065 1066 1067 1068 1069 1070 1071 ... » »»