شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠١٢
من الكفار سبعون ألفا، قصاصا منه، فسكن فورانه، خصت (1) الحكمة (الجلالية) بكلمته.
وأيضا (الجلال) يفنى الموجودات ليرجع إلى الأولية - كما قال: (لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار). وهما من أسماء الجلال - وكان ليحيى أولية في الأسماء، فاختص حكمته بها. ولهذا السر افتتح الفص بقوله: (هذه حكمة الأولية في الأسماء، فإن الله سماه (يحيى) أي، يحيى به ذكر زكريا، ولم يجعل له من قبل سميا.) (الأول) في الأكوان هو الذي لم يسبق عليه شئ من جنسه. فلما لم يكن ليحيى، عليه السلام، سميا قبله، كان أول من سمى بهذا الاسم. وما سمى الله (يحيى) بيحيى إلا ليحيى به ذكر أبيه، وزكريا، فإنه طلب من الله بقوله: (فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله رب رضيا).
(فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غبر ممن ترك ولدا يحيى به ذكره، وبين اسمه بذلك. فسماه (يحيى).) (غبر) أي مضى. ومعناه: أنه جمع بين الاسم والصفة التي بها يحيى ذكر من ترك ولدا من الغابرين، إذ حيى به ذكر زكريا و سمى عينه بيحيى. (فكان اسمه يحيى) من (الإحياء). (كالعلم الذوقي.) أي، كما أن العلم الذوقي يحيى به النفوس الجاهلة.
(فإن آدم حيى ذكره بشيث، ونوحا حيى ذكره بسام، وكذلك الأنبياء، عليهم السلام. ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه، وبين الصفة، إلا لزكريا، عناية منه.) أي، كل من الأنبياء حيى ذكرهم بأبنائهم، لكن ما رزقهم الله تعالى من يحيى ذكرهم ويكون صفة الإحياء في اسمه وعلمه كما في يحيى. فموهبة الحق له من يجمع بينهما، عناية من الله في حقه.
(إذ قال:) أي، حين قال. ((هب لي من لدنك وليا). فقدم الحق) ب‍ (كاف) الخطاب (2) (على ذكر ولده، كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها:

(١) - قوله: (خصت) جواب (لما).
(٢) - في أول سورة (مريم): (كهيعص. ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا). عن ابن عباس، عليه السلام، تلميذ الإمام أمير المؤمنين في علم القرآن، في تأويل أو تفسير حرف المسمى ب‍ (المقطعة) يعنى (كهيعص): (ك) عبارة عن (الكافي)، و (ه‍) عن (الهادي)، و (ى) عن (الواقي) (أو (الوافي))، و (ع) عن (العالم)، و (ص) عن (الصادق). والله أعلم بأسرار كلامه. وأما تطبيقه بحال زكريا، عليه السلام، لا يخلو عن دقة وصحة قريحة وسلامة تفكر. ونحن بعد ذكر مقدمة نافعة نازلة من عالم القدس والجبروت، نسرع في تطبيق ما ذكره ابن عباس (رض) على أحوال زكريا، عليه السلام.
واعلم، أن الشيخ الأكبر وصف حكمة زكريا بالحكمة (المالكية) لأن الغالب على أحواله كان حكم اسم (المالك)، لأن (الملك) الشدة، وأن الله هو القوى العزيز. فأيده الله بقوة سرت في همته، عليه السلام، وتوجهه، فأثمرت الإجابة وحصول المراد. أسباب وعلل حاكم بر مظاهر امكانى برخى از أسباب وعلل ظاهرند. واين أسباب از طرق معهود در مسببات خود تأثير مى گذارند، ومؤثر نيز حق است. وليس لما بالقوة، أى الجهة الإمكانية، مدخلية في إفاضة الوجود أصلا. مانند درختان خرما كه از طرق معهود سبز مى شوند وبتدريج به كمال مى رسند واز راه تأبير ولقاح ثمره مى دهند. رحم زوجه وزن عاقر ونازا نطفه را فاسد مى نمايد تا چه رسد كه آن را بپروراند. واين زوجه اگر به سن پيرى قدم بگذارد وداخل قبيله عجائز گردد، محال است كه از طريق معهود داراى فرزند گردد. مردى هم كه به سنين پيرى برسد وضعف تام بر أو غلبه نمايد واستخوان بدن أو سست گردد وبه اندك بهانه‌اى دچار شكستگى گردد، اميد توليد فرزند در أو توقعى بيجاست، خصوصا كه زوجه أو نازا وبا وصف عاقر بودن پيرى فرتوت وضعيف ولاغر رحم خشكيده باشد. در اين حال توقع فرزند، به قواعد ظاهر، شبيه محال مى نمايد. ولى يأس از علل ظاهرى با تعيين فرزندى كه به مقام عالى نبوت وولايت مى رسد بيموقع بود.
لذا حضرت ربوبى مى فرمايد: (ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا). زكريا طالب وليى بود كه وارث علوم وأحوال ومقامات أو باشد وذكر أو را زنده نگه دارد وجاى أو را در علوم اذواق ورسالت رب جليل واهتمام به امر دين خالى نگذارد، وبا اين وصف بعيد مى دانست كه دعايش مستجاب شود. وعلل آن را ذكر كرد كه (رب إنى وهن العظم منى... وكانت إمرأتى عاقرا). از آنجا كه أسباب وعلل باطنى اقوى از أسباب ظاهرى است، قدرت در سكنه جبروت اتم وجودا از قواطن ناسوت است، حق أو را متوجه اين امر نمود وفرمود: (هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا). حضرت زكريا متوجه پيرى وكهولت وعقيم بودن زوجه خود بود، حق به اسم مبارك (الكافى) أو را قوت بخشيد وفرمود: (إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى). أو عرض كرد: (ولم أك بدعائك رب شقيا). مبدأ فياض به اسم مبارك (الهادى) بشارت داد. أو عرض كرد: (وإنى خفت الموالى من ورائى). حق به اسم (الوافى) أو را از شر دشمن حفظ نمود. جناب زكريا از فقدان علل ظاهرى شكايت داشت، وحق به اسمه (العليم والحكيم) پرده از راز بر داشت وعلل باطنى ملازم با (همت) را به أو گوشزد نمود. (وأنجز وعده فرحمه ووهبه يحيى). آنچه را كه در زكريا مستبعد مى نمود حق تعالى به علل وأسباب باطن به منصه واقع قرار داد. ثم، إنه كما سرت تلك القوة من الحق في زكريا وزوجته، تعدت منهما إلى يحيى، ولذلك قال الحق: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة). فيجب التفكر في قوله تعالى:
(إنا... وأصلحنا زوجته). والعقول الضعيفة ينكر أمثال هذه القضايا، والعقول البالغة إلى مقام القلب يصدقها. (ج)
(١٠١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1006 1007 1008 1009 1011 1012 1014 1015 1016 1017 1018 ... » »»