شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠١٥
(ثم، إنه تعالى بشره بما قدمه من سلامه عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. فجاء بصفة (الحياة)، وهي اسمه. وأعلم بسلامه عليه، وكلامه صدق، فهو مقطوع به.) (اعلم) من (الإعلام). أي، بشر الحق زكريا بأن ابنه موصوف ب‍ (السلامة) في أوليته وآخريته. أو يحيى، عليه السلام، بما قدمه من السلام عليه.
أي، بما جعل في عينه الفائضة بالفيض الأقدس من الاستعداد والقابلية ليتجلى له الحق سبحانه باسم (السلام) ليسلم من الاحتجاب بالأنانية وظهور النفس بما يوجب البعد من الله يوم ولد، أي في أوليته، ويوم يموت، أي في آخريته، ويوم يبعث حيا، أي يوم تحققه بالوجود الحقاني الباقي بعد الوجود الفاني. (فجاء) أي، الحق سبحانه. (بصفة الحياة) في قوله: (يوم يبعث حيا).
وإنما قال: (وهي اسمه) أي، اسم الحق، أو اسم يحيى، لأن الاسم والصفة باعتبار كونهما نسبا مترادفين، وإن كان باعتبار آخر بينهما عموم و خصوص. والإعلام ب‍ (السلام) يوم القيامة موجب لكماله ورفع درجاته
(١٠١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1008 1009 1011 1012 1014 1015 1016 1017 1018 1019 1021 ... » »»