شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٧١
النورة. فالقلوب القاسية أصعب تليينا من كل شئ.
(وما ألأن) أي الحق (له) أي لداود عليه السلام (الحديد إلا لعمل الدروع الواقية) أي، الحافظة من العدو. (تنبيها من الله إذ لا يتقى) على صيغة المبنى للمفعول. (الشئ إلا بنفسه، فإن الدرع يتقى به السنان والسيف والسكين والنصل، فاتقيت الحديد بالحديد.) أي، فاتقيت أنت من الحديد بالحديد.
(فجاء الشرع المحمدي ب‍ (أعوذ بك منك). فافهم.) أي، كما يتقى بالحديد من الحديد، لذلك قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بك منك).
(فهذا روح تليين الحديد، فهو (المنتقم الرحيم). والله الموفق.) أي، هذا الذي ذكرته من أن تليين الحديد إشارة إلى تليين القلوب القاسية، وأنه تعالى ألأن الحديد الصوري، ليندفع الحديد بالحديد، كما قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: (أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك). فهو روح تليين الحديد ومعناه، فإن الحق هو (المنتقم) وهو (الرحيم)، فينبغي أن يستعاذ من الاسم (المنتقم) بالاسم (الرحيم)، لتكون الاستعاذة بالله من الله (26) والله الموفق لهذه الاستعاذة والاطلاع لأسرارها، لا غيره.

(26) - وفي الحديث النبوي الشريف: (ويشفع الله باسمه الرحمن عند اسمه المنتقم). والدولة لهذا الاسم العظيم. (ج)
(٩٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 966 967 968 969 970 971 973 974 975 976 977 ... » »»