الوجهين صحيح. ويدل على صحتهما ما قال في أمة محمد، صلى الله عليه وسلم:
(وإنما كان للمصيب أجران). لكونه أصاب في الحكم وبذل جهده فيه، فصار في مقابلة الإصابة أجر، وفي مقابلة بذل الجهد أجر. لذلك جعل للمخطئ أجر واحد، لأنه بذل جهده فاستحق أجره (مع كونه حكما وعلما) أي، مع كون حكم المخطئ فيما اجتهد فيه علما بحسب الشرع، وحكما واجب العمل به إلى حين ظهور خطائه وهو زمان المهدى، عليه السلام. لذلك ترتفع المذاهب فيه و يصير مذهبا واحدا.
(فأعطيت هذه الأمة المحمدية رتبة سليمان في الحكم ورتبة داود، عليهما السلام. فما أفضلها من أمة.) أما رتبة سليمان، فبالإصابة في الحكم، كما أصاب فيه. وأما رتبة داود، فبالاجتهاد، (23) وإن وقع خلاف ما في علم الله (24)