شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٣٢
إلا حصول التجديد في مجلس سليمان.) (21) إما منه بأمر الله تعالى، أو من الحق في صورته وصورة قوله، كما مر في الإحياء من الاعتبارات. والكل صحيح.
(فما قطع العرش مسافة، ولا زويت) أي ولا طويت. (له أرض ولا خرقها) أي، ولا خرق آصف الأرض، (لمن فهم ما ذكرناه. وكان ذلك) أي، وحصل ذلك. (على يدي بعض أصحاب سليمان ليكون أعظم لسليمان) أي، ليكون صدور مثل ذلك الفعل العظيم والتصرف القوى من أصحاب سليمان و حواشيه أكثر إعظاما لسليمان، عليه السلام. (في نفوس الحاضرين من بلقيس و أصحابها وسبب ذلك.) أي، وسبب ذلك الاختصاص الحاصل لسليمان و أصحابه. (كون سليمان، عليه السلام، هبة الله تعالى لداود من قوله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان). و (الهبة) عطاء الواهب بطريق الإنعام لا بطريق الجزاء الوفاق.) (22) مستفاد من قوله تعالى: (جزاء وفاقا). أي، جزاء موافقا لأعمال العابد. (أو الاستحقاق) أي، بحسب استحقاق العمل. ولا يتوهم أنه يريد بالاستحقاق

(21) - أقول: ولكونها من أشكل المسائل اشتبه على الشيخ وزعم أنه بطريق الإيجاد والإعدام فحسب، أي، لا يمكن حصول أمثالها إلا بهذا الطريق. فقيد قدرة الولي الذي له من الاسم الأعظم نصيب. فهذا مقدار معرفة هذا العارف وكشفه. وأما الكشف المحمدي (ص) الكاشف عنه أهل بيته، صلى الله عليه وعليهم أجمعين، فهو يقتضى أن لا يقيد القدرة الإلهية، ويحكم بصحة الانتقال من مسافات بعيدة قبل ارتداد الطرف وأقل منه. ألا ترى أن النور الحسى، مع كونه من عالم الملك والقوى الملكية لا يقاس بالقوى الروحانية، يقطع في ثانية واحدة من المسافة قريبا من ستين ألف فرسخا على ما عينه أهل الهيئة الجديدة. فاجعل هذا مقياسا لما لا يقاس بالعالم الطبيعي وقواه. (الامام الخميني مد ظله) (22) - قوله: (الجزاء الوفاق) أي الجزاء الذي يكون بحسب الأعمال. وهو جنة الأعمال لقوله تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرا). كما أن الاستحقاق هو جنة الصفات والأخلاق التي يحصل بحصول الملكات الحسنة والهيئات النورية. وأشير إليه في الكتاب الإلهي بقوله:
(فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين). (الامام الخميني مد ظله)
(٩٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 926 928 929 930 931 932 933 934 935 936 937 ... » »»