شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٢٦
والقول أيضا واقع في زمان، وزمان القول لا يمكن أن يكون عين زمان الانتقال، (وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه.) (17) أي، أعدمه في سبا وأوجده عند سليمان، عليه السلام، بالتصرف الإلهي الذي خصه الله وشرفه به بحيث لا يشعر بذلك إلا من عرف الخلق الجديد الحاصل في كل آن (وهو قوله تعالى: (بل هم في لبس من خلق جديد).) أي، عدم شعورهم بذلك، هو معنى قوله: (بل هم في لبس من خلق جديد) (18)

(17) - قوله: (وإنما كان إعدام وإيجاد...). ليس هذا الإعدام إعداما مطلقا حتى يكون الإيجاد من قبيل إعادة المعدوم. بل الإعدام هو الإدخال تحت الأسماء الباطنة المناسبة، والإيجاد هو الإظهار من الأسماء الظاهرة المناسبة. وليس هذا البطون والظهور بطريق الانتقال. فإن أفعال الكمل التي هي أفعال الله أجل من أن يكون للزمان والحركة سلطنة عليها. ويمكن أن يكون أمثال هذه الأفاعيل بطي المكان، كما أنه يمكن أن يكون ببسط الزمان. فإن العوالم كلها خاضعة للولي الكامل الذي عنده من الاسم الأعظم شئ. وقد ورد عن موالينا أن عند آصف حرفا واحدا من الاسم الأعظم، فتكلم به، فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبا، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين. وإنه، أي الاسم الأعظم، ثلاثة وسبعون حرفا و عندهم، عليهم السلام، منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب. وقد بسطنا الكلام والتحقيق في بعض الرسائل في أطراف الحديث الشريف. (الامام الخميني مد ظله) (18) - وفي كلمات ساداتنا وأئمتنا ما يحل به عقدة هذه العويصة على نحو أتم وأجمل مما ذكره الشيخ البارع، إمام أئمة الصوفية. ولا بأس بذكر ما روينا عن خاتم الولاية المطلقة، أو الخاصة المحمدية (على اختلاف الاصطلاحين) بناء على الكشف التام المحمدي المذكور في المأثورات الورثة، عليهم السلام. في جامع الكافي (باب ما أعطى الأئمة عليهم السلام من اسم الله الأعظم، ح 607) عن أبى جعفر، عليه السلام، (أي الحضرة الباقرية) قال:
إن اسم (الله) الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف (بن برخيا) منها حرف واحد، فتكلم به، فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت، أسرع من طرفة العين. ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد عند الله، استأثر به في علم الغيب). وفي جامع الكافي (ح 608) عن أبى الحسن، صاحب العسكر (ع): (قال سمعته يقول:
(اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا، كان عند آصف حرف، فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبا، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، عليه السلام، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين. وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا...). في جامع الكافي (ح 609) على نقل صاحب الوافي (ط ج، ص 564): (إن عيسى بن مريم أعطى حرفين كان يعمل بهما. وأعطى موسى أربعة أحرف. وأعطى إبراهيم ثمانية أحرف. وأعطى نوح خمسة عشر حرفا. وأعطى آدم خمسة وعشرين حرفا. وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد. وإن اسم (الله) الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا، أعطى محمد (ص) اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد). واعلم، أن الكامل إذا دعا الله بحرف واحد من حروف اسم (الله) الأعظم وتكلم بها، ينفتح له أبواب الملكوت. وإن آصف تكلم بحرف واحد من الأسماء الكلية، فخسف بالأرض ما بينه وبين عرش بلقيس في آن. ويظهر من الأحاديث المذكورة أن آصف كان من الأولياء الذين عندهم علم الكتاب، وكان صديقا عالما بالاسم الأعظم، وكان يقرء الكتب الإلهية من الألواح القدرية. وما ذكره الشيخ أن عرش بلقيس انتقل من طريق الإعدام والإيجاد غير معقول، لأن إعدام شئ وإيجاد هذا الشئ بعينه ليس إلا إعادة المعدوم. لأنه لو كان الإيجاد في المادة التي تحصل بالصورة السابقة، فحينئذ حلول الصورة اللاحقة لو كانت في هذه المادة، يلزم توارد الصورتين في مادة واحدة. وإن أفاض الله الصورة اللاحقة بعد إعدام الصورة السابقة، يلزم خلو المادة عن الصورة في آن ما. وإن حصلت الصورة العرشية بعد زوال السابقة على سبيل التدريج، يلزم وقوع الصورة اللاحقة في زمان آخر. وهو أمر لا يلتزم به الشيخ وأتباعه. وأما انعدام أصل الحقيقة وإيجاد صورة مادية جسمانية على سبيل الإبداع، كالصور البرزخية، فهو من أمحل المحالات. وأما إظهار صورة عرشية متمثلة عند أعين الحاضرين، فهو أمر خارج عما نحن فيه. اينكه شيخ فرمود مسألة عرش بلقيس از مشكلترين مسائل است، صحيح فرمود، واما آنچه كه شخص أو انتخاب نمود بايد توجيه شود. چه آنكه انعدام صريح حقايق امكانيه وايجاد شئ از كتم عدم، همان اعاده معدوم است. وبحث فناى اشيا در آخرت وصعق حاكم بر مظاهر امكانيه وارجاع آنها به حالت اول، فناى جهت خلقى وفناى ذاتى ممكنات است هنگام حكومت أسماء جلاليه وبرگشت آنها به أسماء جماليه. واگر انتقال عرش بلقيس اين قسم باشد، بر وجه اماته و احيا خواهد بود. قال بعض أرباب المعرفة: (وإن كان لتصوير كيفية طي الزمان والمكان لهؤلاء المكرمين وجوه أخرى من الإيجاد والإعدام والخلع واللبس والقبض والبسط والكمون والبروز والإنشاء والخلاقية وإلقاء الظل، ونحو ذلك مما هو في الكتب مسطور).
قال (أعلى قدره) في صدر كلام المذكور: (ولهم أي للأولياء الكاملين الظهور في كل مكان وجهة حال كونهم في مكان آخر، وجهة أخرى بصورة واحدة أو بصور مختلفة، وكذا من الإتيان بالأفعال الزمانية، مثل طي المسافات البعيدة وإيجاد الحركات والأفاعيل الكثيرة في زمان قليل، بل دفعة واحدة دهرية سرمدية. كما عرج سيد الرسل إلى السماوات العلى ومقام (قاب قوسين أو أدنى) في لحظة... ولم يكن لبدنه ظل، وكذا من قلب الحقائق والمشي في الهواء والإماتة والإحياء. وبالجملة، نسبة العالم الكبير إلى أرواحهم الكلية، بوجه، نسبة الأبدان الشخصية إلى النفوس الجزئية، فلهم أن يتصرفوا فيه بما شاؤوا وكما شاؤوا. هذا. وإن كان لتصوير كيفية طي الزمان والمكان لهؤلاء المكرمين وجوه أخرى من الإيجاد والإعدام والخلع واللبس). از آنچه مذكور افتاد اماته و احيا وخلع ولبس، وغير آنچه ذكر شد در بحث مذكور در فصوص، مى شود در مسألة طى زمان ومكان عنوان شود. مرحوم مبرور، استاد الاساتيد، آقا ميرزا مهدى آشتيانى، رضوان الله عليه، در مقام بيان رجحان طى مكان ومسافات بعيده (في دفعة واحدة سرمدية غير زمانية) گفته است: (ولكن هذا الوجه أدق وأتقن مع جريانه في كل موجود يكون في طول موجود آخر، فإن وجود الداني، مع جميع أحواله وأحكامه، مطوي بيد العالي. بل كل سافل بالنسبة إلى العالي في الطوليات كقطرة مداد إلى بحر عظيم لا ساحل له، فكيف يتصور أن يتقيد به ويتحدد بأحكامه. ومنه يظهر سر ما روى من رؤيته، صلى الله عليه وآله، الجبرئيل. وقد أطبق الخافقين. وهذا هو المراد من طي الزمان والمكان للكمل بحسب تصرفاتهم الناسوتية). رجوع شود به تعليقات آقا ميرزا مهدى آشتيانى بر شرح منظومه منطق، ص 92. (ج)
(٩٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 921 922 923 924 925 926 928 929 930 931 932 ... » »»