الفصل الأول في الوجود (1) وانه (2) هو الحق (3) اعلم، ان الوجود من حيث هو (4) هو غير الوجود الخارجي والذهني، إذ كل منهما نوع من أنواعه (5) فهو من حيث هو هو، أي لا بشرط شئ، غير مقيد بالاطلاق والتقييد ولا هو كلي ولا جزئي ولا عام ولا خاص (6) ولا واحد بالوحدة الزائدة (7) على ذاته ولا كثير، بل يلزمه هذه الأشياء بحسب مراتبه (8) وتجلياته ومقاماته المنبهة عليها بقوله: (رفيع الدرجات ذو العرش). فيصير مطلقا ومقيدا وكليا وجزئيا و عاما وخاصا وواحدا وكثيرا (9) من غير حصول التغيير في ذاته وحقيقته. وليس بجوهر لأنه موجود في الخارج لا في موضوع أو ماهية لو وجدت لكانت لا في موضوع، والوجود ليس كذلك والا يكون كالجواهر المتعينة المحتاجة إلى الوجود الزائد ولوازمه، وليس بعرض لأنه عبارة عما هو موجود في موضوع أو ماهية لو وجدت لكانت في موضوع، والوجود ليس موجودا بمعنى ان له وجودا زائدا فضلا عن ان يكون موجودا في موضوع، بل موجوديته بعينه وذاته لا بأمر آخر يغايره عقلا أو خارجا (10)، وأيضا، لو كان عرضا لكان قائما بموضوع موجود قبله بالذات
(١٣)