العالم مشاهدا بباطنه كمال بنى آدم، فاستحق (56) ان يخلد بخلود ذكره ويحمد بمحامد خلقه وخلقه، ان قرن بعنايته الجسيمة التامة وألطافه العميمة العامة، و نظر أصحابه المخاديم الكرام وقدوة فضلاء الأنام، أعزهم الله وحرسهم إلى يوم القيام، وكل ناظر فيه (56) بعين الانصاف تاركا طريق الجور والاعتساف، إذ لا يستفيد بهذا النوع من العلم الا من تنور باطنه بالفهم وجانب طريق الجدل و نظر بنظر من انصف وعدل وانعزل عن شبهات الوهم الموقع في الخطاء والخلل و طهر الباطن عن دنس الأغيار وتوجه إلى الله الواحد القهار وآمن بان (فوق كل ذي علم عليم) وعلم قصور العقل عن ادراك أسرار العزيز الحكيم. فان أهل الله انما وجدوا هذه المعاني بالكشف واليقين لا بالظن والتخمين. وما ذكر فيه مما يشبه الدليل والبرهان انما جئ به تنبيها للمستعدين من الاخوان، إذ الدليل لا يزيد فيه الا خفاء (57) والبرهان لا يوجب عليه الا جفاء لأنه طور لا يصل إليه الا من اهتدى ولا يجده عيانا الا من زكى نفسه واقتدى. فأرجو من الله الكريم ان يحفظني على الطريق القويم ويجعل سعيي مشكورا وكلامي مقبولا، واسأل الله العون والتوفيق والعصمة من الخطاء في مقام التحقيق.
(٧)