شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٣٨
في روعي ان نفسا لن تموت حتى يستكمل رزقها...) الحديث.
فاما كونه سرا، فباعتبار انه مدرك أنواره لأرباب القلوب والراسخين في العلم بالله دون غيرهم.
واما الخفي، فلخفاء حقيقته على العارفين وغيرهم.
واما الروح، فباعتبار ربوبيته للبدن وكونه مصدر الحياة الحسية ومنبع فيضانها على جميع القوى النفسانية.
واما القلب، فلتقلبه بين الوجه الذي يلي الحق (5) فيستفيض منه الأنوار، و بين الوجه الذي يلي النفس الحيوانية فيفيض عليها ما استفاض من موجدها على حسب استعدادها.
واما الكلمة، فباعتبار ظهورها في النفس الرحماني كظهور الكلمة في النفس الانساني.
واما الفؤاد، فباعتبار تأثره من مبدعة، فان الفؤاد هو الجرح والتأثير لغة.
واما الصدر، فباعتبار الوجه الذي يلي البدن لكونه مصدر أنواره وتصدره على البدن.
واما الروح، فباعتبار خوفه وفزعه من قهر مبدعة القهار إذا خذه من الروع وهو الفزع.
واما العقل، فلتعلقه ذاته وموجده وتقيده بتعين خاص وتقييده ما يدركه و يضبطه وحصره إياها فيما تصوره.
واما النفس، فلتعلقه إلى البدن وتدبيره إياه، ويسمى عند ظهور الافعال النباتية منها بسدنتها نفسا نباتية، وعند ظهور الافعال الحيوانية منها نفسا حيوانية، ثم باعتبار غلبة القوى الحيوانية على القوى الروحانية تسمى امارة، و عند تلألؤ نور القلب من الغيب لاظهار كماله وادراك القوة العاقلة وخامة عاقبتها وفساد أحوالها تسمى لوامة، للومها على أفعالها. وهذه المرتبة كالمقدمة لظهور المرتبة القلبية. فإذا غلب النور القلبي وظهر سلطانه على القوى الحيوانية واطمأنت النفس تسمى مطمئنة. ولما كمل استعدادها وقوى نورها واشراقها وظهر ما كان

(5) - ولكونه زبدة الموجودات أعاليها وأسافلها، فان قلب الشئ خلاصته وزبدته. ولكونه بالقياس إلى الأسماء والصفات بمنزلة القالب، ولكونه منقلبا إلى المحل الذي بدء منه، أي منقلبا إلى الحق، ولكونه مقلبا للأمور كيف يشاء، ولكونه قلب الحقايق الموجودات، أي عكسها، فإنه بالنسبة إليها كالمرآة بالنسبة إلى الوجه وإلى غير ذلك من الوجوه. (غلامعلى)
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 137 138 139 141 142 143 145 ... » »»