الفصل العاشر في بيان الروح الأعظم ومراتبه وأسمائه في العالم الانساني اعلم، ان الروح الأعظم الذي في الحقيقة هو الروح الانساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيها، لذلك لا يمكن ان يحوم حولها حايم ولا ان يروم وصلها رايم، الداير حول جنابها يحار والطالب لنور جمالها يتقيد بالأستار لا يعلم كنهها الا الله ولا ينال بهذه البغية سواه. وكما ان له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول والقلم الاعلى والنور والنفس الكلية واللوح المحفوظ وغير ذلك على ما نبهنا عليه من ان الحقيقة الانسانية هي الظاهرة بهذه الصور في العالم الكبير كذلك له في العالم الصغير الانساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه في اصطلاح أهل الله وغيرهم وهي السر والخفى والروح والقلب والكلمة و الروع، بضم الراء، والفؤاد والصدر والعقل والنفس كقوله تعالى: (فإنه يعلم السر وأخفى (1) قل الروح من امر ربى) و (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب (2))، و كلمة من الله في عيسى عليه السلام و (ما كذب الفؤاد (3) ما رأى) و (ا لم نشرح لك صدرك (4)) و (ونفس وما سويها). وفي الحديث الصحيح: (ان روح القدس نفث
(١٣٧)