الفصل الثاني عشر في النبوة والرسالة (1) والولاية قد مر ان للحق تعالى، ظاهرا وباطنا، والباطن يشتمل الوحدة الحقيقية التي للغيب المطلق والكثرة العلمية حضرة الأعيان الثابتة، والظاهر لا يزال مكتنفا بالكثرة لا خلوله عنها - من حيث انه صورة ما يشتمل عليه العلم - لان ظهور الأسماء والصفات من حيث خصوصيتها الموجبة لتعددها لا يمكن الا ان يكون لكل منها صورة مخصوصة فيلزم التكثر. ولما كان كل منها طالبا لظهوره و سلطنته واحكامه، حصل النزاع والتخاصم في الأعيان الخارجية باحتجاب كل منها عن الاسم الظاهر في غيره، فاحتاج الامر الإلهي إلى مظهر حكم عدل ليحكم بينها ويحفظ نظامها في الدنيا والآخرة ويحكم بربه الذي هو رب الأرباب بين الأسماء أيضا بالعدالة ويوصل كلا منها إلى كماله ظاهرا وباطنا وهو النبي الحقيقي والقطب الأزلي الأبدي أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وهو الحقيقة المحمدية، صلى الله عليه وسلم، كما أشار إليه بقوله: (كنت نبيا وآدم بين الماء و الطين)، أي بين العلم والجسم.
(١٤٥)