(فأماته الله مائة عام ثم بعثه فقال له وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما).
فعاين كيف تنبت الأجسام معاينة تحقيق، فأراه الكيفية.) أي، وأما عند أهل الكشف، فصورة قوله، عليه السلام، من حيث المعنى كصورة قول إبراهيم، عليه السلام: (رب أرني كيف تحيي الموتى. قال: أو لم تؤمن؟) أي، ليس قوله: (أنى يحيى هذه الله بعد موتها) بمعنى الاستبعاد والتعجب. فإن المتحقق بمقام النبوة والولاية لا يستبعد من الله القادر الموجد المحيي المميت أن يعيد الأموات ويوجدهم مرة أخرى. بل المؤمن بالأنبياء، الكامل في إيمانه، لا يستبعد ذلك، فإنه يقدح في إيمانه، فكيف يتصور من النبي قد وإنما هو شأن المحجوبين بالعادة عن القدرة الإلهية. بل بمعنى كيف: فإنه، عليه السلام، يطلب أن يريه الحق كيفية إحياء الموتى، ليكون في ذلك صاحب شهود، ويقتضي ذلك، أي السؤال، الجواب بالفعل، فأجابه بإماتته وإعادته ثانيا، فيشاهد كيف تنبت الأجسام، شهودا محققا.
وفي قوله: (كيف تنبت) إشارة إلى ما ذكره في الفتوحات، في الباب الرابع والستين، من أن أجسام الأموات تنبت من (عجب الذنب). والظاهر أن المراد بالأجزاء الأصلية التي لم تتفتت (15)