قلت بالحيرة في ذلك). كما قيل: (العجز عن درك الإدراك إدراك).
(فقد بانت المطالب بتعينك المراتب. ولو لا التحديد، ما أخبرت الرسل بتحول الحق في الصور، ولا وصفته بخلع الصور عن نفسه). لما كان كون الحق عين الأشياء يوجب التحديد، قال: (ولو لا التحديد) أي، واقعا في نفس الأمر، ما أخبرت الرسل بأن الحق يتحول في الصور. كما جاء في الحديث الصحيح:
(أن الحق يتجلى يوم القيامة للخلق في صورة منكرة، فيقول: أنا ربكم الأعلى.
فيقولون: نعوذ بالله منك. فيتجلى في صورة عقائدهم، فيسجدون له) (30) والصور كلها محدودة. فإذا كان الحق يظهر بالصور المحدودة - ونطق الكتاب بأنه (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) - حصل العلم للعارف أن الظاهر بهذه الصور أيضا ليس إلا هو (31)