فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله). أي، الكامل أيضا مع علمه بوجوه الحق ومراتبه - وأن الحق متجلي في جميع الجهات - ينبغي أن يلازم شطر المسجد الحرام، ويتقيد بما يقتضيه حال الصلاة انقيادا لأمر الحق واتباعا لنبيه، وطوعا لشريعته الذي هو المقتدى للكل من حيث إنه مظهر الاسم الظاهر وتجلياته، ويعتقد بحسب الباطن أن هوية الحق في قبلته، لأنها بعض وجوه الحق لكن لا يحصرها فيها.
(ولكن لا تقل هو هيهنا فقط، بل قف عند ما أدركت والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام، والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، (36) بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها). (ما) بمعنى الذي.
(فقد بان لكن عن الله أنه في أينية كل وجهة). ولما كانت الأينيات عبارة عن الجهات - وكان بعضها حسية وبعضها عقلية وهي جهات الاعتقادات - قال: (وما ثم إلا الاعتقادات. فالكل مصيب). لأن كلا منهم يعتقد وجها خاصا من وجوه الحق. (وكل مصيب مأجور، وكل مأجور سعيد، وكل سعيد مرضى عند ربه، وإن شقي زمانا في الدار الآخرة (37) فقد مرض وتألم أهل العناية مع علمنا