وآداب أرباب العقول لدى الهوى * كآداب أهل السكر عند أولى العقل فلا تعدلن إن قال صب متيم * من الوجد شيئا لا يليق بذى الفضل وفي السكر ما يجرى على ألسن الفتى * يضاف إلى الراح المزيلة للعقل (ففي حال أقر به * وفي الأعيان أجحده) أي حال غلبة مقام الجمع والوحدة وتجلياته على أقر بوجوده تعالى في مقامه الجمعي، وبرؤيتي جميع الأكوان مستهلكة فانية فيه. وإذا نظرت في الأعيان والأكوان واختفاء الحق فيها لإظهارها، (23) أجحده لغلبة الكثرة ورؤية الخلق، إذ لا يمكن تعيين موجود من الموجودات في الخارج ممتازا خارجا عنها، حتى يكون ربا معبودا للكل، كما هو شأن المحجوبين من أهل النظر وغيرهم، لأن كل ما هو موجود معين في الخارج، مقيد مشخص، وكل ما هو كذلك، فهو عبد، لأنه محتاج إلى مطلق وما يعينه، والرب هو المطلق الذي لا يتقيد بالإطلاق والتقييد، و يظهر في كل من المراتب الوجودية ويقومها بقيوميته. وهذا الجحد والإقرار بعينه.
كما قال الشاعر:
رق الزجاج ورقت الخمر * فتشابها وتشاكل الأمر فكأنما خمر ولا قدح * وكأنما قدح ولا خمر (24)