شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٥٧١
والأرض) - بتجليه الوجودي عليها وسريان ذاته فيها - (حنيفا مسلما) - فانيا عن الأفعال والصفات والذات في أفعاله وصفاته وذاته - (وما أنا من المشركين).
المثبتين للغير، لوجداني الذات الإلهية في صور جميع الأعيان بالكشف والعيان.
(إنما سمى الخليل خليلا، لتخلله وحصره جميع ما اتصفت به الذات الإلهية.
قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح منى وبه سمى الخليل خليلا) أي، سمى الخليل خليلا لتخلله، كما يسمى الخمر خمرا لتخميره العقل. و (العقل) عقلا لتقييده وضبطه الأشياء. وتخلله عبارة من سريانه في المظاهر الإلهية والصفات الربوبية، كسريان هوية الحق فيها من حيث اسمه (اللطيف). ولكون استعمال التخلل هنا مجازا، عطف على قوله: (وحصره جميع ما اتصفت به الذات الإلهية). وهو الصفات الثبوتية الحقيقية الموجبة للتشبيه من الاسم (الظاهر) و (الباطن)، ليكون مثبتا للمراد. والفرق بين خلته وخلة نبينا، صلوات عليهما - التي أثبتها لنفسه في آخر خطبة خطبها قبل وفاته بخمسة أيام وقال، بعد حمد الله والثناء عليه: (إنه قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرء إلى الله أن اتخذ أحدا منكم خليلا (2) ولو كنت متخذا خليلا، لا تخذت أبا بكر خليلا. إن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا. أوتيت البارحة مفاتيح خزائن الأرض والسماء (3) وكان ذلك تعريفا منه بأكمل أحواله ومقاماته - أن خلة إبراهيم،

(2) - لا يخفى على العارف أن من كان في مراتب السير واصلا إلى فناء الرب فانيا في ذاته وصفاته، يكون خلته خلة الله. فخليل الله لا يأبى عن خلته، بخلاف من كان دون ذلك، فإن محبة المحبوب نفى جميع الأحبة. فلما كان محبة على، عليه السلام، محبة الله، فهو خارج عن منظور كلامه، ولا ينافي خلته خلة الله، وأما غيره فهو خارج عن تلك المرتبة. (الامام الخميني مد ظله) (3) - هذه الرواية من الروايات التي تظهر منها آثار الوضع والجعل. ومن الظاهر جدا أن مقام الخلة وإن كانت ثابتة لرسول الله، عليه السلام، بالأصالة، ولكن هذا المقام ، كسائر المقامات، ثابتة للورثة بالتبعية والوراثة، ولا شك عند الشيخ الأكبر أن عليا، عليه و على أولاده السلام، أفضل من إبراهيم، عليه السلام. والشيخ قد عبر عن مولانا، أمير المؤمنين، بسر الأنبياء أجمعين، ولهذا كانت، عليه السلام، الخلة العلوية أتم وأكمل من خلة الإبراهيمية، لأن أحكام الصفات الثبوتية الإلهية ظهرت في على، عليه السلام، على سبيل التحقق وفي إبراهيم على سبيل التخلق. قال الشيخ الكبير القونيوى في الفكوك: (والفرق بين التخلق والتحقق هو أن التخلق يحصل بالكسب والتعمل في التحلي بها، فيكون صاحب التخلق محلا لأحكامها وهدفا لأسهام آثارها. والتحقق بها لا يصح إلا لمناسبة ذاتية تقضى بأن يكون المتحقق بها مرآة للذات والمرتبة الجامعة للصفات يرتسم فيه جميع الأسماء ارتساما ذاتيا، لا على سبيل المحاكات للارتسام الإلهي فيه، أعني، بصاحب التحقق تظهر وتنفذ آثار الصفات والأسماء في المتخلقين بها وغيرهم بها وغيرهم من المجالي الذين هم محال آثارها من الأناسي وغيرهم). واقف به مراتب ودرجات قرب بين تحقق عبد كامل به صفات كماليه الهيه وتخلق به مظهريت صفات الهيه، فرق مى فهمد. ونيز فرق است بين قرب حاصل از فرايض وقرب حاصل از نوافل، چه آنكه فناى در صفات از خواص قرب نوافل، وفناى در ذات، يعنى فناء ذاتى، از خواص قرب حاصل از فرايض است. مرتبه جامع بين القربين، مرتبه اطلاق حاصل از قربين است كه از آن به مقام (قاب قوسين) تعبير كرده اند. جميع بين دو قرب مذكور، كه مرتبه (جمع الجمع) به آن اطلاق كرده اند، بدين نحو است كه ولى متحقق به جمع بين القربين مقيد به يكى از دو قرب نمى باشد، بلكه به هر دو قرب - معا بدون تقيد ومناوبه واحكام خاص اين دو قرب - متحقق است، ودرعين آنكه حق سمع وبصر اوست، أو نيز مخفى در حق وسمع وبصر حق است. كما ورد في المأثورات: (على عين الله الباصرة وأذن الله الواعية).، (إن الذين يبايعونك) لسان اين مقام است. واگر مجذوب ومحبوب حق در مقام سير محبوبى از نهايت احاطه اگر بخواهد جمعا بلا مناوبه واگر بخواهد جمعا مع المناوبه واگر اراده نمايد جامع بين القربين شود ومقيد به هيچ حال يا قيد از أحوال وقيود سه گانه نشود، صاحب مقام (أو أدنى) ومتحقق به مقام احديت جمع است. وصاحب اين مقام اصالتا خاتم الأنبياء و وراثتا از مختصات خاتم اولياست. وبه تصريح شيخ در فتوحات خاتم اولياء، يعنى خاتم ولايت مطلقه وخاصه محمديه رتبتا، امير مؤمنان، وبه حسب زمان جناب محمد مهدى، عليه السلام، است. وشيخ أكبر از قرارى كه نقل نموديم در فتوحات فرمود: عيسى و خضر والياس وديگر اوليا مختوم اند بهذا الختم المحمدى المسمى بالمهدى، عليه السلام، الذى كان وليا وآدم بين الماء والطين. (ج)
(٥٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 566 567 568 569 570 571 573 574 575 576 577 ... » »»