والأرض) - بتجليه الوجودي عليها وسريان ذاته فيها - (حنيفا مسلما) - فانيا عن الأفعال والصفات والذات في أفعاله وصفاته وذاته - (وما أنا من المشركين).
المثبتين للغير، لوجداني الذات الإلهية في صور جميع الأعيان بالكشف والعيان.
(إنما سمى الخليل خليلا، لتخلله وحصره جميع ما اتصفت به الذات الإلهية.
قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح منى وبه سمى الخليل خليلا) أي، سمى الخليل خليلا لتخلله، كما يسمى الخمر خمرا لتخميره العقل. و (العقل) عقلا لتقييده وضبطه الأشياء. وتخلله عبارة من سريانه في المظاهر الإلهية والصفات الربوبية، كسريان هوية الحق فيها من حيث اسمه (اللطيف). ولكون استعمال التخلل هنا مجازا، عطف على قوله: (وحصره جميع ما اتصفت به الذات الإلهية). وهو الصفات الثبوتية الحقيقية الموجبة للتشبيه من الاسم (الظاهر) و (الباطن)، ليكون مثبتا للمراد. والفرق بين خلته وخلة نبينا، صلوات عليهما - التي أثبتها لنفسه في آخر خطبة خطبها قبل وفاته بخمسة أيام وقال، بعد حمد الله والثناء عليه: (إنه قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرء إلى الله أن اتخذ أحدا منكم خليلا (2) ولو كنت متخذا خليلا، لا تخذت أبا بكر خليلا. إن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا. أوتيت البارحة مفاتيح خزائن الأرض والسماء (3) وكان ذلك تعريفا منه بأكمل أحواله ومقاماته - أن خلة إبراهيم،