(ومن أسمائه الحسنى، (العلى)). واعلم، أنه اسم من أسماء الذات، و هو بهذا الاعتبار لا يستدعى من يكون عليا عليه، وأما باعتبار أن العلو نسبة إضافية يستدعى السفل، فليستدعي ذلك، لذلك قال: (على من وما ثم إلا هو) أي، علوه على من، وما ثم في الوجود شئ غيره. (فهو العلى لذاته) أي، فهو العلى لذاته لا بالنسبة إلى غيره، فلا يستدعى من يكون عليا عليه كما مر.
(وعن ما ذا؟ وما هو إلا هو فعلوه لنفسه). أي، عمن استفاد العلو حتى لا يكون له لذاته، والحال أن ما هو. أي، ليس ذلك الشئ أيضا إلا هو، فليس شئ آخر غيره استفاده منه العلو، فعلوه لذاته. أو يكون (العلى) متضمنا لمعنى الارتفاع. يقال: علا عليه. أي، غلب عليه. و: علا عنه. أي، ارتفع عنه.
معناه: أن المرتفع عماذا، أو عمن؟ وليس في الوجود غيره.
(وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها، وليست إلا هو، فهو العلى لا علو إضافة، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الوجود، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات). أي، الحق من حيث الوجود المضاف إلى الموجودات هو عين الموجودات الخارجية. و