شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٤٤٠

(* قيصرى بعد از آنچه كه مؤلف علامه از او نقل كرد گفته است: " وقال فى الفصل الخامس عشر منها: " فانزل فى الدنيا من مقام اختصاصه أستحق أن يكون لولايته الخاصة ختم يواطى إسمه ويجوز خلقه. وما هو المهدى المسمى المعروف المنتظر، فان ذلك من عترته، وسلالته الحسية، والختم ليس من سلالته الحسية، ولكن من سلالة أعراقه و أخلاقه. والكل إشارة إلى نفسه. والله أعلم بالحقائق. (ج)) أقول: أراد بالختم، هاهنا الختم بحسب الزمان، وإن كان بحسب المرتبة أيضا لدلالة عباراته عليه كما نشير إليها، وبالإطلاق عدم التقييد بكونه على قلب محمد، صلى الله عليه وآله، لمقابلته للولاية المحمدية على ما صرح به.
فقوله: (فأما ختم الولاية على الإطلاق فهو عيسى (ع)). أي، الولاية العامة المقابلة للولاية المحمدية يختم في الزمان لعيسى، عليه السلام، ولا يوجد بعده في الزمان ولى من الأولياء حتى تقوم الساعة، فهو الولي بالنبوة المطلقة في زمان هذه الأمة، يعنى بالنبوة التعريف، كما أنه كان وليا بالنبوة التشريع في زمان أمته، وقد حيل بين نبوته التعريفي و التشريعي، وإن شئت قلت بين ولايته التشريعي والتعريفي. فينزل في آخر الزمان، أي في ظهور حضرة القائم، وارثا، لكونه وليا باقيا بعد رحلته عجل الله فرجه، من الدنيا خاتما لا ولى بعده، أي في الدنيا، حتى تقوم الساعة، فيكون أول هذا الأمر نبي هو آدم، عليه السلام، أي، فيكون أول الأولياء في الدنيا وبحسب الزمان نبي هو آدم، عليه السلام، وآخره نبي وهو عيسى، أي، وآخر الأولياء في الدنيا وبحسب الزمان نبي وهو عيسى، عليه السلام.
قوله: (أعني نبوة الإختصاص) أي، نبوة التشريع. فإنه، عليه السلام، كان نبيا بالنبوة التشريعي وهي من الإختصاصات التي لا تحصل بالاكتساب، بخلاف نبوة التعريف، فإنها تحصل بالاكتساب. فهذه العبارات منه، قدس سره، دالة على أن مراده بالختم، هاهنا، الختم بحسب الزمان.
قوله: (وأما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب من أكرمها أصلا وبدءا) إلى قوله: (في سره) أي، وأما ختم الولاية المحمدية الذي لا يوجد بعده ولى على قلب محمد، صلى الله عليه وآله، فهو رجل من العرب، وأراد به المهدى الموعود المنتظر، عجل الله فرجه. يدل عليه قوله: (من أكرمها أصلا وبدءا). فإن أصله، عليه السلام، من قريش، وهم أكرم العرب وسادتهم، وأكرمهم بدءا أيضا. فإنه خاتم الولاية المحمدية في المرتبة، لقوله في باب الرابع والعشرون من الفتوحات بهذه العبارة: (وللولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد، صلى الله عليه وآله، ختم خاص هو المهدى، وهو في الرتبة فوق). وطبع دون بدل فوق، وهو تحريف من الطابع، لأن تلك المرتبة أعلى المراتب في الولاية ويلزمه أن يكون أكرم العرب بدءا لأنه من سلالة طينه وأعراقه، وهو على خلق عظيم. وقد نقلنا عنه، رضى الله عنه، أنه قال في وصفه: (هو الوابل الوسمي حين تجود).
قوله: (وهو في زماننا اليوم موجود) ما دل عليه قوله: (إلا أن ختم الأولياء شهيد).
قوله: (وقد عرفت به...) بيان كشفه وشهوده إياه، عليه السلام، ومعناه ظاهر.
قوله: (وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار...) ظاهر في حقه، وذلك سبب غيبته، عليه سلام الله وملائكته. ومدلول قوله فيما نقلنا عنه، رضى الله عنه: (وعين إمام العالمين فقيد...).
قوله: (وكما أن الله ختم بمحمد نبوة التشريع، كذلك ختم الله بالختم المحمدي).
أي، خاتم أئمة المهديين وأوصيائه المرضيين الولاية التي تحصل من الوارث المحمدي.
تأكيد وتقرير وتوضيح لما سبق من كون قائمهم، عليه السلام، خاتم الأولياء المحمديين الذي لا يوجد بعده في الزمان ولى على قلب محمد، صلى الله عليه وآله، وإن كان يوجد بعده في الزمان أولياء على قلب سائر الأنبياء، وأفاد ذلك بقوله: (لا التي تحصل من سائر الأنبياء) إلى قوله: (ولا يوجد ولى على قلب محمد) أي، بعد هذا الختم المحمدي في الزمان.
قوله: (هذا معنى ختم الولاية المحمدية...). وقوله: (وأما الختم الولاية العامة الذي لا يوجد ولى بعده فهو عيسى، عليه السلام) تصريح بما ذكرنا من أنه أراد بالختم هاهنا الختم بحسب الزمان، وأراد بكون عيسى، عليه السلام، خاتم الأولياء، الولاية العامة المقابلة للولاية المحمدية. ولفظة (يوجد) في كلامه هذا من مادة (الوجدان) لا (الإيجاد)، يدل عليه قوله: (فكان أول هذا الأمر نبي وهو آدم وآخره نبي وهو عيسى). فإن عيسى آخر من يوجد في الأولياء من (الوجدان) لا من الإيجاد، لأن بعد إيجاده، عليه السلام، أوجد الله تعالى أولياء كثيرة: منهم سلمان، رضى الله عنه، وأوصياء أخر لعيسى، عليه السلام.
والأرض لا يخلو عن الحجة، وهم أولياء الله. كيف لا؟ ومحمد أكمل الأولياء، وأوصيائه أولياء الله، والكل أوجدوا بعد إيجاد عيسى، عليه السلام.
فإن قلت بناءا على اخبار الرجعة والقول بها، إن الأئمة المعصومين يرجعون ويرجع محمد، صلى الله عليه وآله، فهم يوجدون بعد المهدى، عليه السلام، أولياء على قلب محمد، فليس المهدى خاتما في الزمان للولاية المحمدية.
أقول: ليس الكلام في الرجعة، فإن زمانها ليس من أزمنة الدنيا، كما أن الكلام ليس في الأدوار والأكوار، فإن الكلام فيهما يقتضى أساسا آخر ولسنا في بيانه.
ثم، اعلم أن العلامة القيصري جعل هذا المنقول عنه إشارة منه، قدس سره، إلى نفسه، لما رأى أنه جعل نفسه خاتما للولاية المحمدية. وقد علمت، فيما مر، أنه خاتم للولاية المقيدة المحمدية، لا المطلقة المحمدية، والكلام، هاهنا، في ختم الولاية في الزمان وليس هو ختما في الزمان، لأن المهدى، عليه السلام، يوجد بعده. وأيضا عباراته تأبى عن ذلك، لأنه ليس من أكرم العرب أصلا، فإنه من (طي) وقريش أكرم من (طي).
وأيضا ليس هو أكرم بدءا من العرب، لأنا لو سلمنا أنه من سلالة أعراق النبي، من كان من سلالة طينه وأعراقه أكرم منه، حتى لا يعدونه من أجواد العرب حيث يعدونهم أربعة و هو ليس من تلك الأربعة. وأيضا، الأوصاف المذكورة فيه يتحقق في المهدى، عليه السلام، لا فيه.
ثم العلامة نقل عنه كلاما آخرا وجعله أيضا إشارة منه إلى نفسه. وهو أنه قال في الفصل الخامس عشر منها: (فأنزل في الدنيا من مقام اختصاصه واستحق أن يكون لولايته الخاصة ختم يواطئ اسمه اسمه ويجوز خلقه. وما هو بالمهدي المسمى المعروف المنتظر فإن ذلك من سلالته وعترته، والختم ليس من سلالته الحسية ولكن من سلالة أعراقه وأخلاقه). - إنتهى.
قوله: (فأنزل) على صيغة المجهول. و (من) في (من مقام اختصاصه) موصولة، ما بعده صلته. و (مقام) مبتداء أضيف إلى (اختصاصه)، وخبره جملة (إستحق أن يكون...) والمراد منه محمد، صلى الله عليه وآله. و (مقام اختصاصه) مقام جامعيته لجميع الأسماء الإلهية وولايته الخاصة هي المقابلة للولاية العامة، وقد مر ذكرهما. فلذلك المقام استحق أن يكون له ختم جامع لجميع الأسماء الإلهية يظهر فيه ولايته المطلقة الكلية، كما أنه استحق أن يكون له ختم جامع يظهر فيه نبوته الكلية الشاملة للتعريف والتشريع.
وذلك الولي الجامع يجب أن يكون من سلالة طينته وأعراقه جميعا، فإنه أكمل من يكون من سلالة أعراقه فقط. وهو المهدى الموعود المنتظر كما يشعر به كلامه، قدس سره، هذا و يشير إليه. ولذلك استحق أن يكون له ختم يظهر فيه ولايته المقيدة بالأسماء المتفرقة، ولا محالة يكون هذا الختم دون الختم الأول، ولذلك لا يكون من طينه. وكل منهما يواطئ اسمه اسمه ويجوز خلقه، لأن الأول صاحب مرتبة ولايته، والثاني يقرب منه، والاسم يطابق المسمى ويدل عليه، والشيخ، قدس سره، السامي. ولدفع توهم كونه هو
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 440 440 440 440 440 440 440 464 465 466 ... » »»