قوله: وظهور النطق (128)... أي، إذا كان الموجود موجودا انسانيا يظهر تكلمه لكل أحد، اما غيره من الموجودات فلا يظهر تكلمه لكل أحد بل للكمل، فحال غير الكامل حال النائم لا يسمع كلام المتكلمين في المجلس وإذ انتبه يسمع كلامهم، والجاهل أيضا إذ انتبه من نوم الغفلة يسمع كلام الموجودات.
قوله: ولا شعور لهم... الظاهر ان لفظة (ليس) زائدة بدليل قوله:
(والجهل بالشئ لا ينافي وجوده). أو المراد ان لا شعور لهم في قولهم هذا، أي الحيوانات، ليس لهم ادراك كلي، فعلى هذا يكون قوله (والجهل بشئ) جواب سؤال مقدر تقديره: انه إن كان لها نفس مجردة يجب ان يكون معلومة لنا ولما لم تكن معلومة لنا، فليس لها نفس مجردة. ويحتمل، احتمالا بعيدا، ان يكون مراده لا دليل لهم على عدم ادراك الكلى لغير الانسان ولا شهود لهم على هذا المطلب، أي عدم ادراك الكلى لغير الانسان، وقوله (والجهل) حينئذ أيضا يكون جوابا عن سؤال مقدر. ويحتمل انه كان العبارة هكذا: (... ولا شهود لهم...) والتغيير من النساخ.
قوله: وامعان النظر فيما يصدر عنها... أي، بل للحيوانات نفس مدركة للكليات بدليل أفعال مخصوصة صدرت عنها. الا ترى في النحل ومسدساته أو العناكب ومثلثاتها، وأمثال ذلك، وان لم يكن لكل الأشياء هذه المدركة للكليات.
قال صدر المتألهين في شرحه للأصول الكافي: (كثير من المنتسبين إلى الكشف والعرفان زعموا ان النبات بل الجماد فضلا عن الحيوان لها نفس ناطقة كالانسان. وذلك امر باطل بل البراهين ناهضة على خلافه من لزوم التعطيل والمنع عما فطره الله طبيعة الشئ عليه ودوام القسر على افراد النوع والابقاء له على القوة والامكان للشئ من غير ان يخرج إلى الفعلية والوجدان، إلى غير ذلك من المفاسد، بل هذا تسبيح فطري وسجود ذاتي وعبادة فطرية نشأت من تجلى إلهي وانبساط نور الوجود على كافة الحقايق على تفاوت درجاتها).
وقال صدر المحققين وشيخ العرفاء الكاملين بعد ذلك: (واما سماع