اللفظ واسماعه، كما هو المروى عن النبي (ص) فذلك من باب المعجزة الواقعة لقوة نفسه القدسية على انشاء الأصوات والاشكال على موازنة المعاني والأحوال في سورة (فصلت): (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شئ).
قال الشيخ الكبير في الفتوحات: ان المسمى بالجماد والنبات لهم أرواح بطنت عن ادراك غير أهل الكشف إياها في العادة، فلا يحس بها مثل ما يحس من الحيوان. فالكل عند أهل الكشف حيوان ناطق بل حي ناطق غير ان هذا المزاج الخاص يسمى انسانا لا غير. ونحن زدنا مع الايمان بالاخبار، الكشف فقد سمعنا الأحجار تذكر الله رؤية عين بلسان يسمعه آذاننا وتخاطبنا مخاطبة العارفين بجلال الله مما ليس يدركه كل انسان (129).
وقال في آخره: (وليس هذا التسبيح بلسان الحال كما يقوله أهل النظر ممن لا كشف له).
قيل، ان الانسان إذا أراد ان يبلغ إلى هذا المقام يجب ان يصير حيوانا مطلقا لئلا يزاحمه العقل ولهذا من يبلغ إليه يصيرا بكم.
قال صاحب الفتوحات: (لما أقامني الله في هذا المقام تحققت بحيوانيتي (130) تحققا كليا وكنت أرى وأريد ان انطق بما أشاهده فلا أستطيع).
قال الشيخ الرئيس في طبيعيات الشفاء في الفن السابع في الفصل الأول:
(وأبعد الناس عن الحق من جعل للنبات مع الحس عقلا وفهما، مثل انكساغورس وانباذقلس وذيمقراطيس.
قال الشيخ الكبير في الرسالة المسماة بشأن الإلهي بعد التحقيقات: (فما ترك شيئا في العالم من الجماد إلى درجة الانسان والأفلاك والأملاك والعلويات والسفليات الا وقد أخبر عنه انه يسجد لله وقال: (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم). وما من شئ الا وهو ناطق، ومعلوم انه ما هنا صوت معهود ولا حرف من الحروف المعلومة عندنا ولكن كلام كل جنس مما يشاكلها على حسب ما يليق بشأنها ويعطيه استعدادها لقبول الروحانية الإلهية