والأرض). (سوى الصلاة، وذكر الله فيها أكبر ما فيها لما تشتمل) الصلاة (عليه من أقوال وأفعال) (اللام) في (لما تشتمل)، مستعمل بمعنى (من) للبيان. أي، مما يشتمل عليه الصلاة من الأقوال والأفعال.
(وقد ذكرنا صفة الرجل الكامل في الصلاة في الفتوح المكية كيف يكون.) هذا اعتراض وقع بين المدلول ودليله وهو قوله: (لأن الله يقول: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء) أي، عن المناهي (والمنكر).) أي، عن الاشتغال بغيره. سواء كان مباحا في غير الصلاة، أو لم يكن. فالمنكر أعم من الفحشاء.
(لأنه) الضمير للشأن (شرع للمصلى ألا يتصرف في غير هذه العبادة ما دام فيها و) ما دام (يقال له مصل.) هذا تعليل أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وبيان أن الإنسان إذا اشتغل في الصلاة بالقراءة والذكر والأفعال المخصوصة، لا يمكن أن يشتغل بغير هذه الأشياء، فبالضرورة ينتهى عما سواها.
((ولذكر الله أكبر). يعنى فيها.) من تتمة الدليل الأول على أن ذكر الله أكبر ما فيها.
ولما كان هذا القول أعلى ولذكر الله أكبر إشارة إلى معنيين، أحدهما ذكر الحق العبد وثانيهما عكسه، والأول من تتمة الدليل، أراد أن يشير إلى المعنى الثاني، لأن ذكر العبد ربه نتيجة ذكر الرب عبده، فقال: (أي، الذكر الذي يكون من الله لعبده حين يجيبه في سؤاله. والثناء عليه أكبر من ذكر العبد ربه فيها، لأن الكبرياء لله تعالى.) لما قال إن الذكر في الصلاة أكبر شئ فيها، وكان الذكر من الطرفين، قال الذكر الذي من طرف الحق هو أكبر من الذي من طرف العبد، لأن الكبرياء حقيقة الحق سبحانه وتعالى.
(ولذلك قال: (والله يعلم ما تصنعون)) أي، ولأجل أن الصلاة مشتملة على الأقوال والأفعال، قال الله تعالى: (والله يعلم ما تصنعون) (وقال: (أو ألقى السمع وهو شهيد) فإلقاؤه السمع هو لما يكون من ذكر الله إياه فيها.) أي، إلقاء السمع أن يسمع ذكر الله إياه في صلاته، ويفهم المراد منه