بسم الله الرحمن الرحيم قوله: في الوجود وانه الحق... ص 11، س 2 مراده من هذا الوجود الوجود الذي هو مقابل للمفهوم، هي حقيقة الوجود التي بها يطرد العدم وهي سارية في جميع الأشياء وهو حقيقة الحق عند العرفا (1). والمراد من هذا الحق هو الذي يكون ذاته عين التحقق ولا يحتاج في ذاته إلى الحيثية وان احتاج في بعض المراتب إلى الحيثية التعليلية (2). واطلاق الحق على الوجود المطلق كثير في عبارات العرفاء (3).
قال صاحب المجلى: كل مفهوم مغاير للوجود فهو يحتاج إلى الوجود، واما نفس مفهوم الوجود فلا يحتاج في تحققه إلى الوجود لأنه عين التحقق فلا يحتاج إلى متحقق به يتحقق. فهو لا يكون ممكنا لعدم احتياجه إلى غيره في تحققه، ولا يعنى بالواجب الا هذا المعنى. فكل ما هو مغاير للوجود ممكن، ولا شئ من الممكن بواجب، فلا شئ من المفهومات المغايرة للوجود بواجب، وقد ثبت بالأدلة ان الواجب موجود فهو عين الوجود الموجود بذاته لا لأمر مغاير لذاته. فهو في حد ذاته فرد واحد ليس فيه امكان ولا تعدد وانقسام، قائم بذاته منزه عن كونه