والحق في لسان الاصطلاح من الأسماء التي تشتمل مراتب الإلهية والكيانية، الخ. ولكن العرفاء المحققين قائلون بان لهذه الحقيقة مرتبة غير مخلوطة بالتعينات وغير سارية في الممكنات بذاته وهو المسمى بالمرتبة الأحدية (8).
قال مؤيد الدين في الفص الآدمي: المرتبة منحصرة بين الواجب الحق و الخلق الممكن، فالحق ابدا حق والخلق ابدا خلق والوجود في المرتبة الحقيقة حق وفي الخلقية خلق (9).
قال صدر المتألهين في الاسفار في مبحث العلة والمعلول ط گ ص 188:
فرق بين الوجود المأخوذ لا بشرط، أي طبيعة الوجود الذي عمومه باعتبار شموله و انبساطه لا باعتبار كليته ووجوده الذهني، وبين الوجود المأخوذ بشرط لا شئ و هو المرتبة الأحدية عند العرفاء وتمام حقيقة الواجب عند الفلاسفة: والأول هو حقيقة الحق عند العرفاء لاطلاقه المعرى عن التقييد ولو بالتنزيه عن المهيات الموجبة لنوع من الشرط، الخ. فالعرفاء ان قالوا ان للوجود مرتبة غير مخلوطة بالتعينات فلا تترتب عليهم، نعم إذا لم يقولوا بتلك المرتبة ويقولون ان لا تحقق للواجب بالفعل مجردا عن المظاهر الا باعتبار العقل فهم في محل الشناعة والكفر وأمثال ذلك (10). قال صدر المتألهين في مبحث العلة والمعلول في الأسفار: ان بعض الجهلة من المتصوفين المقلدين الذين لم يحصلوا طريقة العرفاء ولم يبلغوا مقام العرفان توهموا لضعف عقولهم ووهن عقيدتهم وغلبة سلطان الوهم على نفوسهم، ان لا تحقق بالفعل للذات الأحدية المنعوتة بالسنة العرفاء بمقام الأحدية وغيب الغيوب، مجردة عن المظاهر والمجالي، بل المتحقق هو عالم الصورة وقواها الروحانية والحسية والله هو الظاهر المجموع لا بدونه، وهو حقيقة الانسان الكبير والكتاب المبين الذي هذا الانسان الصغير أنموذج ونسخة مختصرة عنه. و ذلك القول كفر فضيح وزندقة صرفة لا يتفوه به من له أدنى مرتبة من العلم. و نسبة هذا الأمر الشنيع إلى أكابر الصوفية ورؤسائهم افتراء محض وإفك عظيم يتحاشى عنه اسرارهم وضمايرهم. ولا يبعد ان يكون سبب ظن الجهلة بهؤلاء