عارضا لغيره معرى عن التقيد بغيره. فان قلت، لا يتصور على هذا عروضه لشئ من المهيات. قلت نعم، ليس عارضا لشئ منها، بل معنى انها موجود ان لها نسب مخصوصة إلى تلك الحضرة المنزهة القائمة الذات، وتلك النسب على أنحاء مختلفة وجهات شتى، وهذا هو معنى التوحيد الوجودي الذي أشار إليه الكمل من أهل الولاية، انتهى.
قال القيصري في أواخر الفص اليوسفي كما هو بيانه في المقدمات من ان الوجود من حيث هو، هو الله (4)، والوجود الذهني والخارجي والأسمائي الذي هو وجود الأعيان الثابتة ظله (ظلاله).
قال في شرح عبارة الشيخ: (كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده...) (5) انما قال في وجوده ولم يتعرض لذاته تنبيها على ان الأعيان الثابتة ليست مجعولة بجعل الجاعل مع انها فايضة من الحق بفيض الأقدس لان الجعل انما يتعلق بالوجود الخارجي، انتهى (6). قال صدر المتألهين في شرحه للأصول الكافي في باب التوحيد في مبحث الجبر والقدر في شرح حديث الثالث: الموجودات الإمكانية بعين ما هو (متميزة) متغيرة الحقايق متكثرة الذوات والوجودات، متحدة الوجود وكلا الحكمين حق ثابت لا كما يظهر من كلام جمهور المتصوفة: ان الذات واحدة والكثرة اعتبارية كالبحر وأمواجه، ولا ان حقايق الممكنات هي المعاني المعقولة والنسب الذاتية، وهي هذه الآثار ومنشأ الاحكام من غير ان يكون في الأعيان وجودات خارجية بإزائها هي الحقيقة مصداق تلك المهيات ومنشأ انتزاعها، انتهى.
قال مؤيد الدين: (فالممكن اذن بدون الوجود غير موجود بل هو معدوم في عينه الثابت، إذ لم يكن، فهو بعينه الثابت عدمي يطلب العدم الأصلي بعينه ولكن الموجد المرجح يوالي فيواصل بنور الوجود وأفاض عليه ويوجده مع الآنات على حقيقة العالم، وهو عندنا هو الوجود الحق الفايض المتعين بهذا الاعراض والصور والاشكال من الوجود المطلق الحق، ولا يفيض من الحق الا الحق (7).
قال صائن الدين التركة في شرحه للفصوص في الفص الزكرياوي: