ولذا أيضا، كان الإمكان الاستعدادي - ومحله المادة بالمعنى الأعم (1) - يتعين معه الممكن المستعد له، كالإنسانية التي تستعد لها المادة، بخلاف الإمكان الذاتي الذي في الماهية، فإنه لا يتعين معه لها الوجود أو العدم (2).
والفرق بين الإمكان الاستعدادي والوقوعي أن الاستعدادي إنما يكون في الماديات، والوقوعي أعم موردا (3).
الفصل السابع في أن الإمكان (4) اعتبار عقلي، وأنه لازم للماهية أما أنه اعتبار عقلي، فلأنه يلحق الماهية المأخوذة عقلا مع قطع النظر عن الوجود والعدم، والماهية المأخوذة كذلك اعتبارية بلا ريب، فما يلحق بها بهذا الاعتبار كذلك بلا ريب، وهذا الاعتبار العقلي لا ينافي كونها بحسب نفس الأمر إما موجودة أو معدومة، ولازمه كونها محفوفة بوجوبين أو امتناعين.