تقتضي أولوية الوجود، كافية أو غير كافية، وبعبارة أخرى: الماهية من حيث هي ليست إلا هي، لا موجودة ولا معدومة ولا أي شئ آخر (1).
وأما الأولوية الغيرية، وهي التي تأتي من ناحية العلة، فلأنها لما لم تصل إلى حد الوجوب لا يخرج بها الممكن من حد الاستواء، ولا يتعين بها له الوجود أو العدم (2)، ولا ينقطع بها السؤال: إنه لم وقع هذا دون ذاك؟ وهو الدليل على أنه لم تتم بعد للعلة عليتها (3).
فتحصل: أن الترجيح إنما هو بايجاب العلة وجود المعلول، بحيث يتعين له الوجود ويستحيل عليه العدم، أو إيجابها عدمه، فالشئ - أعني الممكن - ما لم يجب لم يوجد.
خاتمة:
ما تقدم من الوجوب هو الذي يأتي الممكن من ناحية علته، وله وجوب آخر يلحقه بعد تحقق الوجود أو العدم، وهو المسمى ب " الضرورة بشرط المحمول " (4)،