وقد تبين بذلك: أن الوجوب بذاته وصف منتزع من حاق وجود الواجب (1) كاشف عن كون وجوده بحتا في غاية الشدة غير مشتمل على جهة عدمية، إذ لو اشتمل على شئ من الأعدام حرم الكمال الوجودي الذي في مقابله، فكانت ذاته مقيدة بعدمه، فلم يكن واجبا بالذات صرفا له كل كمال.
الفصل الرابع واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات (2) إذ لو كان غير واجب بالنسبة إلى شئ من الكمالات التي تمكن له بالإمكان العام، كان ذا جهة إمكانية بالنسبة إليه، فكان خاليا في ذاته عنه متساوية نسبته إلى وجوده وعدمه، ومعناه تقيد ذاته بجهة عدمية، وقد عرفت في الفصل السابق استحالته (3).
الفصل الخامس في أن الشئ ما لم يجب لم يوجد (4) وبطلان القول بالأولوية (4) لا ريب أن الممكن - الذي يتساوي نسبته إلى الوجود والعدم عقلا - يتوقف