بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٦٣
الانسانية.
وثانيا: أن الجوهر المتحرك في جوهره متحرك بجميع أعراضه، لما سمعت من حديث كون وجود الأعراض من مراتب وجود الجوهر الموضوع لها.
ولازم ذلك كون حركة الجوهر في المقولات الأربع (1) أو الثلاث (2) من قبيل الحركة في الحركة، وعلى هذا ينبغي أن تسمى هذه الحركات الأربع أو الثلاث:
" حركات ثانية "، وما لمطلق الأعراض من الحركة بتبع الجوهر لا بعرضه:
" حركات أولى ".
وثالثا: أن العالم الجسماني بمادته الواحدة حقيقة واحدة سيالة متحركة بجميع جواهرها وأعراضها قافلة واحدة إلى غاية ثابتة لها الفعلية المحضة.
الفصل الثاني عشر في موضوع الحركة الجوهرية وفاعلها قالوا: " إن موضوع هذه الحركة هو المادة المتحصلة بصورة ما من الصور المتعاقبة المتحدة بالاتصال والسيلان، فوحدة المادة وشخصيتها محفوظة بصورة ما من الصور المتبدلة، وصورة ما وإن كانت مبهمة، لكن وحدتها محفوظة بجوهر مفارق هو الفاعل للمادة الحافظ لها ولوحدتها وشخصيتها بصورة ما، فصورة ما شريكة العلة للمادة، والمادة المتحصلة بها هي موضوع الحركة " (3).
وهذا، كما أن القائلين بالكون والفساد النافين للحركة الجوهرية قالوا: " إن فاعل المادة هو صورة ما، محفوظة وحدتها بجوهر مفارق يفعلها ويفعل المادة بواسطتها، فصورة ما شريكة العلة بالنسبة إلى المادة، حافظة لتحصلها ووحدتها ".
والتحقيق أن حاجة الحركة إلى موضوع ثابت باق ما دامت الحركة، إن كانت لأجل أن تنحفظ به وحدة الحركة ولا تنثلم بطرو الانقسام عليها وعدم اجتماع

(1) أي الأين والكيف والكم والوضع.
(2) والتثليث باعتبار رجوع الأين إلى الوضع - منه (رحمه الله) -.
(3) راجع شرح المنظومة: 251.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»