بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٦٤
أجزائها في الوجود، فاتصال الحركة في نفسها وكون الانقسام وهميا غير فكي كاف في ذلك، وإن كانت لأجل أنها معنى ناعتي يحتاج إلى أمر موجود لنفسه، حتى يوجد له وينعته، كما أن الأعراض والصور الجوهرية المنطبعة في المادة تحتاج إلى موضوع كذلك، توجد له وتنعته، فموضوع الحركات العرضية أمر جوهري غيرها، وموضوع الحركة الجوهرية نفس الحركة، إذ لا نعني بموضوع الحركة إلا ذاتا تقوم به الحركة وتوجد له، والحركة الجوهرية لما كانت ذاتا جوهرية سيالة، كانت قائمة بذاتها موجودة لنفسها، فهي حركة ومتحركة في نفسها.
وإسناد الموضوعية إلى المادة التي تجري عليها الصور الجوهرية على نحو الاتصال والسيلان لمكان اتحادها معها، وإلا فهي في نفسها عارية عن كل فعلية.
الفصل الثالث عشر في الزمان إنا نجد الحوادث الواقعة تحت الحركة منقسمة إلى قطعات لا تجامع قطعة منها القطعة الأخرى في فعلية الوجود، لما أن فعلية وجود القطعة المفروضة ثانيا متوقفة على زوال الوجود الفعلي للقطعة الأولى، ثم نجد القطعة الأولى المتوقفة عليها منقسمة في نفسها إلى قطعتين كذلك، لا تجامع إحداهما الأخرى، وهكذا كلما حصلنا قطعة قبلت القسمة إلى قطعتين كذلك. من دون أن تقف القسمة على حد.
ولا يتأتى هذا إلا بعرض امتداد كمي على الحركة، تتقدر به وتقبل الانقسام، وليس هذا الامتداد نفس حقيقة الحركة، لأنه امتداد متعين، وما في الحركة في نفسها امتداد مبهم، نظير الامتداد المبهم الذي في الجسم الطبيعي وتعينه الذي هو الجسم التعليمي.
فهذا الامتداد - الذي به تعين امتداد الحركة - كم متصل عارض للحركة، نظير الجسم التعليمي - الذي به تعين امتداد الجسم الطبيعي - للجسم الطبيعي، إلا أن هذا الكم العارض للحركة غير قار ولا يجامع بعض أجزائه المفروضة بعضا، بخلاف
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»