بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٥٢
المرحلة العاشرة في القوة والفعل وجود الشئ في الأعيان - بحيث تترتب عليه آثاره المطلوبة منه - يسمى:
" فعلا "، ويقال: " إن وجوده بالفعل "، وإمكانه الذي قبل تحققه يسمى: " قوة "، ويقال: " إن وجوده بالقوة بعد "، وذلك كالماء يمكن أن يتبدل هواء، فإنه ما دام ماء ماء بالفعل وهواء بالقوة، فإذا تبدل هواء صار هواء بالفعل وبطلت القوة، فمن الوجود ما هو بالفعل، ومنه ما هو بالقوة. والقسمان هما المبحوث عنهما في هذه المرحلة.
الفصل الأول كل حادث زماني مسبوق بقوة الوجود كل حادث زماني فإنه مسبوق بقوة الوجود، لأنه قبل تحقق وجوده يجب أن يكون ممكن الوجود، يجوز أن يتصف بالوجود كما يجوز أن لا يوجد، إذ لو كان ممتنع الوجود استحال تحققه، كما أنه لو كان واجبا لم يتخلف عن الوجود، لكنه ربما لم يوجد، وإمكانه هذا، غير قدرة الفاعل عليه، لأن إمكان وجوده وصف له بالقياس إلى وجوده، لا بالقياس إلى شئ آخر كالفاعل.
وهذا الإمكان أمر خارجي، لا معنى عقلي اعتباري لاحق بماهية الشئ، لأنه يتصف بالشدة والضعف، والقرب والبعد، فالنطفة التي فيها إمكان أن يصير
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 152 153 154 155 156 157 ... » »»